مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

1 – أن تكون حروف الكلمة هي نفسها حروف الوزن:
كوزن (تعوا ) في قولنا: أنتم لم تعوا الدَّرس؛ فـ (تعوا ) على وزن (تعوا ) !!

2 – أن تتساوى حروف كلمتين، ومع ذلك يختلف وزنهما، وإعرابهما:
كالفعل المضارع معتلِّ الآخر بالواو عندما يُسنَد إلى واو الجماعة، ونون النِّسوة (مع اشتراط أن يكون الفعل المسند إلى واو الجماعة مرفوعًا ) :
– أنتم تدعون الله – أنتنَّ تدعون الله.
فالفعل الأوَّل وزنه (تفعون ) ، والفعل الثَّاني وزنه (تفعلن ) ، والفعل الأوَّل مرفوع، وعلامة الرَّفع ثبوت النُّون، بينما الفعل الثَّاني مبنيٌّ على السُّكون.
وكذلك عند إسناد الفعل المضارع معتلِّ الآخر بالياء إلى ياء المخاطبة، ونون النِّسوة (بشرط أن يكون الفعل المسند إلى ياء المخاطبة مرفوعًا ) :
– أنتِ تؤدِّين واجبكِ – أنتنَّ تؤدِّين واجبكنَّ.

3 – أن يكون الاسم المجرور منوَّنًا بالكسر، ومع ذلك يكون مجرورًا بالفتحة:
يعجبني ما تبذله من (مساعٍ ) في الخير.
فرغم تنوين كلمة (مَساعٍ ) بالكسر، إلا أنَّها مجرورةٌ بالفتحة المقدَّرة؛ لأنَّها ممنوعةً من الصَّرف؛ لكونها على صيغة منتهى الجموع [أصلها: مَساعي ] .
ملاحظة:
التَّنوين في الكلمة ليس علامة إعراب، وإنَّما هو عِوَضٌ عن ياء الاسم المنقوص المحذوفة، والدَّليل على أنَّ التَّنوين هنا ليس علامة جرٍّ، أنَّ الكلمة لو وردت مرفوعةً لنُوِّنت أيضًا:
– لكَ مَساعٍ في الخير [مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة المقدَّرة ] .

4 – ألا يمكن تحديد نوع المنادى إلا بالتَّشكيل:
يا تلاميذ، اجتهِدوا.
لا يمكن بأيِّ حالٍ معرفة ما إذا كان المنادى في الجملة نوعه (نكرة مقصودة ) ، أم أنَّ نوعه (نكرة غير مقصودة ) ؛ وذلك لعدم إمكانيَّة تنوين كلمة (تلاميذ ) في حالة ما إذا كان المنادى (نكرةً غير مقصودة ) ؛ لكونها ممنوعةً من الصَّرف؛ ولذا لا يمكن معرفة نوع المنادى في الجملة، أو إعرابه إلا بالتَّشكيل:
فإمَّا أن تقول: يا تلاميذَ (بفتح الذَّال ) ، اجتهِدوا؛ فيكون المنادى (نكرةً غير مقصودةٍ ) ، ويكون منصوبًا.
وإمَّا أن تقول: يا تلاميذُ (بضمِّ الذَّال ) ، اجتهِدوا؛ فيكون المنادى (نكرةً مقصودة ) ، ويكون مبنيًّا على الضَّمِّ.
أمَّا أن تقول للطَّالب: يا تلاميذ، اجتهدوا [بدوت تشكيلٍ ] . حدِّد نوع المنادى، أو أعرب المنادى؛ فهو عبثٌ لا معنى له.

5 – لا تلميذ مجتهد راسب. صوِّب الجملة.
في الجملة السَّابقة تغييرٌ غير متوقَّعٍ بالمرَّة؛ إذ الصَّواب: لا تلميذ مجتهدًا راسب، والتَّناقض بين وجوب تنوين النَّعت، وجوب عدم تنوين المنعوت، سببه أنَّ اسم (لا ) النَّافية للجنس في الجملة (مفرد ) ؛ ولذلك فهو مبنيٌّ على الفتح، في حين أنَّ النَّعت (كلمة: مجتهد ) معرب؛ فهو واجب التَّنوين.

6 – يُعرَف الاسم المقصور بأنَّه الاسم الذي ينتهي بألف (لازمة ) ، بينما يُعرَف الاسم المنقوص بأنَّه الاسم الذي ينتهي بياء (لازمة ) . فما معنى (اللزوم ) في الحالتين؟ وهل المعنى واحدٌ في كليهما؟
في الواقع فإنَّ معنى (لزوم ) ألف المقصور، مختلف تمامًا عمَّا يعنيه (لزوم ) ياء المنقوص؛ فـ (لزوم ) ألف الاسم المقصور معناه أنَّ الألف لا تفارقه؛ فلا تُحذَف – كياء الاسم المنقوص – بأيِّ حال، وليس كما يعتقد الكثيرون، من أنَّ لزومها يعني أنَّها يجب أن تكون أصليَّة؛ فألف الاسم المقصور قد تكون أصليَّةً كـ (عصا ) ، وقد تكون زائدةً مثل (كبرى ) .
أمَّا (لزوم ) ياء المنقوص، فيعني أنَّها لا بدَّ أن تكون أصليَّة، مع أنَّها قد تُحذَف – على عكس ألف المقصور – ، وذلك إذا كان الاسم المنقوص نكرةً، مرفوعًا، أو مجرورًا.

إذن:

أ – ألف المقصور لا تُحذَف أبدًا، ولكنَّها قد تكون أصليَّةً، وقد تكون زائدةً.

ب – وياء الاسم المنقوص يمكن أن تُحذَف (بالضَّوابط المذكورة سابقًا ) ، ولكنَّها لا بدَّ أن تكون أصليَّةً.

7 – من تأثيرات الإملاء على الإعراب:

(ملأ ) : لا يمكن إلا أن يكون فعلا ماضيًا مبنيًّا للمعلوم، و (ملئ ) : لا يمكن أن يكون إلا فعلا ماضيًا مبنيًّا للمجهول، و (ملء ) و (مليء ) : لا يمكن أن يكونا إلا اسمَين.

ملاحظة:

أنتَ لا تحتاج للتَّشكيل – كالمعتاد – لكي تدرك الحقائق السَّابقة، وإنَّما الإملاء، وطريقة كتابة الهمزة في هذه الكلمات، كافٍ جدًّا لتقرِّر – دون حاجةٍ إلى التَّشكيل – بأنَّ الفعل الأوَّل مبنيٌّ للمعلوم، وأنَّ الفعل الثَّاني مبنيٌّ للمجهول، وأنَّ الكلمتَين الثَّالثة والرَّابعة اسمان!!

– ومن تأثيرات الإعراب على الإملاء:

(أبناؤنا ) : لا يمكن أن تكون إلا مرفوعةً، و (أبناءنا ) : لا يمكن أن تكون إلا منصوبةً، و (أبنائنا ) : لا يمكن أن تكون إلا مجرورةً [أيًّا كان السِّياق الذي وردت فيه هذه الكلمات، على هذه الهيئة، وأيًّا كان إعرابها ] .

ملاحظة:

بغضِّ النَّظر عن إعراب هذه الكلمات في المواضع التي قد ترد فيها؛ فأنتَ لا تحتاج إلى أن تكون متفوِّقًا في النَّحو لتدرك الحقائق البديهيَّة السَّابقة، وإنَّما يكفي أن تكون مُلِمًّا بقواعد الإملاء لتدرك كلَّ ذلك، فإذا قلتَ: وماذا إذا كنتُ ضعيفًا في النَّحو، وضعيفًا في الإملاء؟! فالإجابة: لا تلومَنَّ – إذن – إلا نفسك!!

 

8 – الكلمة التي يظهر فيها أثر الإعراب على حرفين:
الكلمة التي يظهر فيها أثر الإعراب على حرفين هي (امرؤ ) ، التي تُكتَب بضمِّ الرَّاء، وبهمزةٍ على الواو (امرؤ ) ، إذا وردت مرفوعةً: الشَّاعر [امرُؤ ] القيس من أعظم الشُّعراء، وبفتح الرَّاء، وهمزة على الألف (امرَأ ) إذا وردت منصوبةً: أحبُّ [امرَأ ] القيس، وبكسر الرَّاء، وهمزةٍ على الياء (امرِئ ) ، إذا وردت مجرورةً: قرأتُ الكثير من القصائد لـ [امرِئ ] القيس.

 

9 – هل تعلم بأنَّ الفعل المضارع المبدوء بهمزة، أو نون، لا بدَّ أن يكون فاعله ضميرًا مستترًا؟

– أقوم بواجبي.

– نحترم معلِّمينا.

وأنَّه حتَّى في حالة إظهار الضَّمير المستتر بعد الفعل في هذه الحالة، فإنَّ الضَّمير المنفصل يُعرَب توكيدًا، لا فاعلا:

– أقوم أنا بواجبي.

– نحترم نحن معلِّمينا.

 

10 – كيف تصوغ جملةً فريدةً في النَّحو؟

إذا كنتَ تريد صياغة جملة فريدة في النَّحو بكلِّ معنى الكلمة، فاستخدم ما يلي في صياغتها:

اسم إشارة يُستخدَم للمذكَّر والمؤنَّث (هؤلاء ) + فعل مضارع معتلّ الآخر بالواو (بشرط ألا يكون مسبوقًا بأداة نصبٍ، أو جزمٍ ) + أيّ كلمة غير متَّصلة بضمير:

– هؤلاء يدعون الله.

وسبب تفرُّد هذه الجملة، أنَّها قد تكون عائدةً على جمع المذكَّر، وقد تكون عائدةً على جمع المؤنَّث، وبدون سياقٍ يحسم ذلك، لا يمكن الحكم بأيِّ حالٍ من الأحوال، ولا إعراب الفعل في الجملتين:

أ – فلو كانت الجملة عائدةً على جمع المذكَّر، يكون الفعل في هذه الحالة على وزن (يفعون ) ، ويكون مرفوعًا بثبوت النُّون.

ب – ولو كانت الجملة عائدةً على جمع المؤنَّث، يكون الفعل في هذه الحالة على وزن (يفعلن ) ، ويكون مبنيًّا على السُّكون.

ويمكن الاستفادة من هذه الظَّاهرة الطَّريفة في صياغة سؤالٍ مثاليٍّ كالسُّؤال التَّالي:

– هذا يرجو النَّجاح. اجعل العبارة لجمع المذكَّر مرَّة، ولجمع المؤنَّث مرَّة.

وستكون الإجابة واحدةً في الحالتين: هؤلاء يرجون النَّجاح!!

11 – قد يكون الاسم على صيغة منتهى الجموع، ومقصورًا في نفس الوقت كـ (دعاوى ) ، وقد يكون على صيغة منتهى الجموع، ومنقوصًا في نفس الوقت، كـ (مَساعي ) و (أيادي ) .

12 – حذف واو (عمرو ) :
أضاف علماء اللغة واوًا، تُكتَب ولا تُنطَق، لكلمة (عمرو ) ؛ لمجرَّد التَّمييز بينها وبين كلمة (عُمَر ) ، إلا أنَّ هذه الواو تثبت في حالة الرَّفع، وفي حالة الجرِّ، وتُحذَف في حالة النَّصب:
– جاء عمرو. (مرفوعة ) .
– التقيتُ بعمرو. (مجرورة ) .
– قابلتُ عمرًا. (منصوبة ) .
إلا أنَّه، وحتَّى في حالة النَّصب، فقد تُكتَب واو (عمرو ) ، ولا تُحذَف؛ لأنَّهم اشترطوا لحذف الواو، أن تكون كلمة (عمرو ) المنصوبةً، غير موصوفةٍ بكلمة (ابن ) ، فإن وُصِفت بكلمة (ابن ) ، فلا تُحذَف الواو منها مطلقًا:
– قابلتُ عمرًا . (منصوبة، وغير موصوفة بـ [ابن ] ) .
– قابلت عمرو ابن أخي. (منصوبة، وموصوفة بـ [ابن ] ) .
وحتّى لا يظنَّ ظانٌّ أنَّ حذف واو (عمرو ) ، في حالة النَّصب، سيحدث التباسًا مع كلمة (عمر ) ، نطمئنه بأنَّ علماء اللُّغة – جزاهم الله عنَّا خيرًا – لم يغفلوا عن هذه البديهيَّة، فرغم ذلك، وحتَّى في حالة حذف واو (عمرو ) ، لا يمكن حدوث لبسٍ بين (عمرو ) و (عمر ) ؛ لأنَّ العَلَم (عُمَر ) لا يمكن تنوينه بحالٍ؛ لأنَّه ممنوعٌ من الصَّرف؛ لكونه عَلَمًا على وزن (فُعَل ) .

13 – متى يكون صاحب الحال نكرةً؟
من المسلَّم به أنَّ الحال المفردة لا بدَّ أن تكون نكرةً، وصاحبها لا بدَّ أن يكون معرفةً، ومع ذلك، فقد أجاز النُّحاة كون صاحب الحال نكرةً، وذلك إذا تقدَّمت الحال على صاحبها:
– فيجوز أن تقول: نشيطًا جاء الولد.
– ويجوز أن تقول كذلك: نشيطًا جاء ولد.

14 – من علامات الإعراب المتفرِّدة في اللغة العربيَّة:
أ – لا يُنصَب بالألف في اللغة العربيَّة إلا الأسماء الخمسة: أحترم [ذا ] الخلق.
ب – لا يُنصَب بالكسرة في اللغة العربيَّة إلا جمع المؤنَّث السَّالم: كافأتُ [الطَّالباتِ المتفوِّقات ] .
ج – لا يُجَرُّ بالفتحة في اللغة العربيَّة إلا الاسم الممنوع من الصَّرف (وبشرط ألا يكون معرَّفًا أو مضافًا ) : كم في مدينتنا من [مساجدَ ] .

15 – كلمة (فقط ) إذا جاء قبلها نكرةٌ أُعرِبت نعتًا: [جاء ولدٌ فقط ] ، وإذا جاء قبلها معرفةٌ أُعرِبت حالا: [جاء الولد فقط ] .

16 – يمكن أن يكون المستثنى مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا في نفس الجملة:

[ما جاء من طالبٍ إلا أحمد ] ، فبما أنَّ الجملة في الحالة الثَّانية من الاستثناء (الأسلوب في الجملة تامٌّ منفيٌّ، وحرف الجرِّ قبل المستثنى منه زائد ) ، فإنَّه يجوز نصب المستثنى على الاستثناء، ويجوز إعرابه بدلا مجرورًا؛ باعتبار المستثنى منه في الجملة مجرورًا لفظًا، كما يجوز إعرابه بدلا مرفوعًا؛ باعتبار المستثنى منه مرفوعًا محلا (فاعل ) ، وعلى ذلك يجوز أن تقول:
أ – ما جاء من طلابٍ إلا أحمدَ [مستثنى منصوب ] .
ب – ما جاء من طلابٍ إلا أحمدُ [بدل مرفوع ] .
ج – ما جاء من طلابٍ إلا أحمدَ [بدل مجرور، وعلامة الجرِّ الفتحة؛ لأنَّه ممنوعٌ من الصَّرف ] .

17 – من الطَّرائف في اللغة العربيَّة أنَّ الفعل بعد (لا ) النَّافية، قد يكون مرفوعًا: المجتهد لا [يهملُ ] ، وقد يكون منصوبًا: يجب ألا [تهملَ ] ، وقد يكون مجزومًا: إن لا [تهملْ ] تنجحْ.

18 – المقصود بـ (المفرد ) في النَّحو:
أ – ما ليس مثنَّى، ولا جمعًا، كما في قولنا: المفرد يُرفَع بالضَّمَّة.
ب – ما ليس جملةً، ولا شبه جملة، كما في قولنا: الخبر في جملة (التِّلميذان مجتهدان ) نوعه: مفرد.
ج – ما ليس مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف، كما في قولنا: اسم (لا ) النَّافية للجنس في جملة (لا مهملين ناجحون ) نوعه: مفرد.

19 – الضَّمير الوحيد الذي يصحُّ مجيئه فاعلا أو نائب فاعلٍ، ويصحُّ مجيئه مفعولا به هو (نا ) ، ورغم عدم معرفة الكثيرين عن الضَّمير (نا ) إلا أنَّها (نا ) الفاعلين، إلا أنَّ حالات مجيئها مفعولا به ([نا ] المفعولَين ) أضعاف حالات مجيئها فاعلا.
– فهي تُعرَب مفعولا به في الحالات التَّالية:
أ – إذا اتَّصلت بالفعل المضارع: أصدقاؤنا يساعدونا.
ب – إذا اتَّصلت بفعل الأمر: اللهمَ توفَّنا مسلمين.
ج – إذا اتَّصلت بفعلٍ ماضٍ، وكان ما قبلها مفتوحًا: زارَنا أقاربنا.

– بينما لا تُعرَب فاعلا، إلا إذا اتَّصلت بفعلٍ ماضٍ تامٍّ، وكان ما قبلها ساكنًا: نصرْنا الله.

20 – لم (تَسَعْ ) البنت الفرحة بنجاحها.
أعتبر هذا الفعل من أغرب الأفعال في اللُّغة العربيَّة، ولمَن لا يعلم، فإنَّ أصله: وسع، إلا أنَّ أصل الفعل ليس سبب اعتباري له من أكثر الأفعال غرابةً، وإنَّما السَّبب أنَّ (البنت ) مفعول به مقدَّم، و (الفرحة ) فاعل مؤخَّر، وهذا ما يحيِّرني.

بالنِّسبة لي، فإنَّني أدرك تمامًا هذه الحقيقة، وأفهم أنَّ الفاعل هنا مؤخَّر، والمفعول به مقدَّم، ولكنَّ السِّرَّ في حيرتي، أنَّني لا أستطيع توصيل هذه المعلومة لتلاميذي؛ فكيف أثبت لهم أنَّ التَّرتيب الصَّحيح للجملة هو: لم تسع الفرحة البنت، وليس: لم تسع البنت الفرحة؛ لأنَّ السُّؤال المهمَّ في مثل هذه الحالة هو: مَن الذي قام بالفعل؛ لأعتبره فاعلا؟ ومَن الذي وقع عليه الفعل؛ لأعتبره مفعولا به؟ والإجابة هنا – بالنِّسبة لذهن الطَّالب القاصر – شبه مستحيلة؛ وأغلب مَن رأيتُهم يندهشون، ويؤكِّدون أنَّ مَن قام بالفعل هو (البنت ) وليس (الفرحة ) ، وذلك بسبب غموض العلاقات في الجملة، وأخيرًا اهتديتُ إلى الحلِّ:

والحلُّ هو إعادة صياغة الجملة كالتَّالي (لكي أؤكِّد لهم أنَّ الفاعل هي [الفرحة ] لا [البنت ] ) :
– البنت لم تَسَعْهَا الفرحة بنجاحها.

ثمَّ أدير الحوار التَّالي مع مَن لا يقتنع بوجهة نظري:

س: هل تتَّفق معي أنَّ صياغة الجملة بهذه الطَّريقة صحيحة؟
ج: نعم.

س: هل ترى ثمَّة تناقضًا بين قولي: لم تَسَعْ البنت الفرحة بنجاحها، وقولي: البنت لم تَسَعْهَا الفرحة بنجاحها؟
ج: لا، لا أرى تناقضًا.

س: حسنًا، على مَن تعود هاء الغيبة في (تَسَعْهَا ) بالجملة الجديدة؟
ج: على (البنت ) .

س: ألا يمكن أن تكون عائدةً على (الفرحة ) ؟
ج: لا، بل هي تعود – بلا شكٍّ – على البنت.

س: حسنًا، فما إعراب هاء الغيبة في الجملة؟ بل ما إعراب هاء الغيبة في أيِّ فعلٍ تتَّصل به؟
ج: مفعول به.

– إذن، وبما أنَّ هاء الغيبة إعرابها: مفعول به، وبما أنَّها تعود على كلمة (البنت ) ؛ إذن – وبالعودة إلى الجملة الأصليَّة – فإنَّ إعراب كلمة (البنت ) : مفعول به، وبالتَّالي يكون إعراب كلمة (الفرحة ) : فاعل!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top