أسئلة نحويَّة سخيفة!!
يقال فلان زير نساء
هذا ليس مأخوذا من الزير الذي يشرب منه عند المصريين، بل من الزيارة.
قال ابن منظور:
ويقال: فلان زير نساء، إذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن سُمِّي بذلك لكثرة زيارته لهن، والجمع الزيرة (بفتح الياء ).
لو أنني مغرق في الشعور بالمؤامرة علينا لقلت إن الأعداء يضعون بعض الجمل للإعراب ليشغلوا بها الطلبة والمتخصصين عن طلب الأهم؛ فسؤال مثل: (ضرب الأب ابنه لأنه كان مخمورًا ) يُنشَر في مائة مجموعة لغوية، ويعلق عليه العشرات في كل مرة، ويتجادلون ويتناقشون في مثل هذا:
من الذي كان مخمورًا!!
وسؤال مثل إعراب: في الكوب ماء، أو أكل الولد حذاء أبيه.
أيًّا كانت نية الكاتب فلا ينبغي للطالب أن ينساق وراء هذه التفاهات، ويشغل باله بمثل هذا.
سأجيب مرة واحدة حتى لا يشير لي أحد ثانية في منشورات من هذه النوعية.
أما الأولى فالضمير يجوز عوده على كليهما، أي الجملة تحتمل المعنيين، وإن كان الأقرب أن يعود الضمير على الابن؛ لكونه أقرب مذكور، ولا يمنع هذا أن يعود على الأب.
وأما جملة في الكوب ماء، فهي لا تصح صياغة ولا معنى، وليس في الأمر أي لغز؛ فهي تفاهة!!
الفعل (وفى ) يفي من الوفاء يتعدى بالحرف، تقول: فِ بوعدك يا هذا، وفِّي بوعدك يا هذه، وفي الحديث: “فوا ببيعة الأول فالأول “، وتأتي وفة بمعنى تم، وحينئذ فهو لازم لا يتعدى؛ لذا جملتهم بنصب الكوب وماء لا تصح ولغزها مبني على مغالطة.
وأما أكل الولد حذاء أبيه، فحذاء ظرف، وتصح مفعولاً به.
ولا تصح لغزًا أيضًا؛ فحذاء تأتي بمعنى القد، وبمعنى النعل، وتأتي ظرفًا أي محاذيًا.
والأمر من رأى ره بفتح الراء، ويجب إضافة هاء السكت كتابة، وتسقط نطقًا في الوصل، لكنها تُرسَم وتُنطق في الوقف.
وفي النهاية، النحو والصرف أعمق بكثير من هذا، وفيه ما هو أهم.