في رأيي الشَّخصيِّ المتواضع – والأمر نسبيٌّ بالطَّبع – فإنَّ أصعب امتحان نحو في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة .. هو امتحان الدَّور الأوَّل لسنة 2013 .. وسبب الصُّعوبة سأضعه في تعليقٍ على كلِّ سؤالٍ من الأسئلة التي وردت في الامتحان المذكور .. وهذه هي الأسئلة:
” العلم له (مجالات ) متعددة تحتاج إلي مساعٍ إليه لهذا يحاول الباحثون أن يلاحقوا الحركة العلمية فيما وصلت إليه حتى تكون (الثمرة ) التي نرجوها . فإذا أخذنا أنفسنا بالجد وبدأ أبناؤنا يهتمون بالعلم فذلكم (السبيل ) الحق . (فالعلم ) يا أبنائي حتى يتحقق الأمل ويظهر المجتمع مهيبة مكانته ونصل إلي ما نصبو إليه من رفاهية وتقدم “.
(أ) – أعرب ما بين الأقواس في الفقرة السابقة.
[سبب الصُّعوبة: عدم وجود كلمة واحدة من الكلمات الأربعة موجَّهة لأصحاب المستوى الضَّعيف .. أو حتَّى المتوسِّط في رأيي: فبالنِّسبة للكلمة الأولى فإنَّني أراها أصعب كلمة للإعراب في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة .. وبالنِّسبة للثَّانية .. فقد خالف واضع الامتحان ما يستقرُّ في ذهن غالبيَّة الطلاب من كون ما بعد كان هو بالضَّرورة اسمها .. وبالنِّسبة للكلمة الثَّالثة فقد قصد واضع الامتحان مخالفة قاعدةٍ يظنُّها الكثير من الطلاب مطلقةً .. وهي كون المعرَّف بأل بعد اسم الإشارة يُعرَب بدلا .. أمَّا بالنِّسبة للكلمة الرَّابعة فقد خالف فيها واضع الامتحان ما يتوهَّمه الكثير من الطلاب من أنَّ كلَّ اسمٍ تبدأ به الجملة فهو مبتدأ ] .
(ب) – استخرج من الفقرة ما يلي :
1 – اسم مفعول، وأعربه معموله. .
[سبب الصُّعوبة: كون اسم المفعول (مرجوّ ) مشتقًّا من فعلٍ ثلاثيٍّ ناقصٍ .. وهو ما يجعل مهمَّة تحديده أصعب ممَّا لو كان مشتقًّا من فعلٍ صحيحٍ ] .
2 – ممنوعاً من الصرف، واذكر سبب المنع.
[سبب الصُّعوبة: كون الاسم الممنوع من الصَّرف في الجملة (مساعٍ ) هو على صيغة منتهى الجموع .. واسمٌ منقوصٌ في الوقت نفسه .. وقد حُذِفت ياؤه بسبب كونه نكرةً ومجرورًا .. بقصد زيادة الإلغاز ] .
3 – فعل شروع، واذكر حكم اقتران خبره بـ (أن) .
[سبب الصُّعوبة: ورود فعلين يُشتبَه في كونهما من أفعال الشُّروع .. وذلك بهدف تشتيت الطَّالب .. في حين أنَّ أحدهما (أخذنا ) ليس من أفعال الشُّروع في الحقيقة .. لعدم تحقُّق شرط كون خبره جملةً فعليَّةً ] .
4 – جملة تقع نعتًا، واذكر محلها الإعرابي.
]السُّؤال متوسِّط الصُّعوبة .. وليس صعبًا ] .
(جـ) – ” أنت تعلو بالعلم ” . اجعل الضمير فيما سبق للجمع بنوعيه، ثم زن الفعل في الحالتين.
[سبب الصُّعوبة: كون إسناد الفعل المضارع معتلِّ الآخر بالواو إلى واو الجماعة وإلى نون النِّسوة هو من أصعب مواضع الإسناد على الإطلاق .. لكون الفعلين يُكتَبان في هذه الحالة غالبًا على نفس الصًّورة .. وما زاد السُّؤال صعوبةً هو طلب وزن الفعلين.. اللذين يختلف وزنهما .. رغم اتِّفاقهما في نفس صورة الكتابة ] .
(د) – يسعى الإنسان لطلب العلم – يكون محققاً المراد. اربط بين الجملتين بأداة شرط جازمة، وغير ما يلزم. ”
[السُّؤال سهل ] .
(هـ) – بادأني الصديق بالتحية. ابن الجملة للمجهول، وغير ما يلزم.
[سبب الصُّعوبة: قلب الألف إلى واو .. واستبدال ضمير الرَّفع (تاء الفاعل ) بضمير النَّصب (ياء المتكلِّم ) ] .
(و) – رتب الكلمات التالية فقط حسب ورودها في المعجم الوجيز . ” ميناء – اضطراب – ميدان ” .
[سبب الصُّعوبة: أصعب أسئلة الكشف في المعجم في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة على الإطلاق .. فكون الطَّالب ليس معتادًا على أسئلة ترتيب الورود في المعجم .. وكون السُّؤال بهذه الطَّريقة أكثر صعوبةً على الطَّالب من أسئلة الكشف المباشر في المعجم .. كان يفرض على واضع الامتحان اختيار كلماتٍ سهلة .. لتعويض الطَّالب عن صعوبة الطَّريقة التي اختارها للسُّؤال .. لكنَّه للأسف لم يُراعِ ذلك .. بل إنَّه لم يكتفِ بالمجيء بكلمةٍ واحدةٍ صعبةٍ .. ولا حتَّى بكلمتين من ضمن ثلاث كلمات .. وإنَّما جاء بثلاث كلماتٍ كلُّها في منتهى الصُّعوبة .. ممَّا يجعل السُّؤال .. وبامتياز .. أصعب أسئلة الكشف في المعجم في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة .. بل واحدًا من أصعب أسئلة امتحانات الثَّانويَّة العامَّة على الإطلاق ] .
ملاحظة:
ما ذكرته فيما سبق يعني وجود سؤالٍ واحدٍ سهل .. وسؤالٍ واحدٍ متوسِّط الصُّعوبة .. ممَّا يعني أنَّ الامتحان في مجمله موجَّه إلى أصحاب المستوى المتميِّز في النَّحو .. ولذا صنَّفته كأصعب الامتحانات في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة.
هذا عن الجزء الأوَّل المتعلِّق بأصعب امتحانات النَّحو في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة .. أمَّا عن الجزء الثَّاني المتعلِّق بأصعب الأسئلة في تاريخ امتحانات الثَّانويَّة العامَّة .. فإنَّني أختار السُّؤالين التَّاليين:
1 – السُّؤال (د ) في امتحان الدَّور الثَّاني لسنة 2013 .. والذي يقول:
– إن تكن الداعي إلى الخير تصبح الأعلى مكانة. خاطب بالعبارة السابقة المثنَّى المؤنَّث، وغيِّر ما يلزم. [سبب الصُّوبة: أوَّلا: الجمع بين عدَّة عوامل متداخلة: (إن ) الشَّرطيَّة التي ستجزم الفعلين بحذف النون .. وفعلي الشَّرط والجواب النَّاقصين الذين سيرفعان الاسم .. وينصبان الخبر .. ثانيًا: إسناد الفعلين إلى الضَّمير المطلوب .. ثالثًا: اختيار المثنَّى المؤنَّث أكثر إلغازًا من اختيار المثنَّى المذكَّر .. رابعًا: تثنية الاسم المقصور المعرَّف بأل (الأعلى ) .. والذي سيطابق الاسم المفضَّل .. فيتحوَّل إلى (العليا ) .. ثمَّ بتثنيته (منصوبًا ) .. ليتكرَّر فيه حرف النُّون ثلاث مرَّاتٍ في ظاهرةٍ فريدةٍ في اللغة العربيَّة: الياء الأولى هي الياء الأصليَّة .. والياء الثَّانية هي ألف (العليا ) الأخيرة التي ستُقلَب إلى ياء لكونها أكثر من ثالثة .. والياء الثَّالثة هي ياء جمع المذكَّر المنصوب .. لتصبح (العلييين ) !!! ] .
2 – لستُ متأكِّدًا من السَّنة التي ورد فيها السُّؤال:
– أُريكِ يا مصر الإخلاص. ابنِ الجملة للمجهول.
[سبب الصُّعوبة: أنَّ غالبيَّة الطلاب .. بل والمعلِّمين للأسف .. يعتقدون أنَّ الصَّواب: أُرِيتِ يا مصر الإخلاص .. مع أنَّ (أريكِ ) فعل مضارع .. بينما (أُرِيتِ ) فعل ماضٍ .. ولا يدرك هؤلاء أنَّ الفعل المضارع المراد بناؤه للمجهول .. إذا كان مبدوءًا بهمزةٍ أو نون .. يُقلَب حرف المضارعة إلى ياءٍ أو تاءٍ .. حسب كون نائب الفاعل مذكَّرًا أو مؤنَّثًا .. فمن الخطأ بناء جملة: أحترمك .. للمجهول .. بالقول: اُحتُرِمتَ؛ لأنَّ (أحترمكَ ) فعلٌ مضارعٌ .. و (اُحتُرِمتَ ) فعلٌ ماض.. ولذا فالصَّواب: تُحترَم ] .
فكرتين عن“أصعب امتحان نحو في تاريخ الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة”
تحليل ممتاز وتفصيل لكل كلمة تحياتي لحضرتك
أهلا وسهلا بحضرتك