اقتصار مبادرتنا على النَّحو .. لماذا؟!!
يرى الأستاذ يسري أن نَصُبَّ تركيزنا على النحو وحده، ولا ينفع هذا؛ لأن النحو في بطن واحدة مع غيره من القراءة، والنصوص، والقصة، والأدب، والبلاغة. فهم يزاحمونه، ويقسم عليهم الغذاء؛ الطاقة الذهنية للطالب، بل تلك التوائم تظلمه وتأخذ نصيبه من الغذاء. فإننا حتى إن أصلحنا منهج النحو وحده الذي لربما مات واضعوه وشبعوا موتا من عدة عقود. ولا حرج فى القدامة، لكن لكل زمن مِزاجا، وذائقة، وطبيعة تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف؛ تجعلها لا تقبل طريقة العلم، لا العلم، ولغة (أسلوب) العلم، لا العلم. هذا إن سلمنا بفلاح المنهج القديم في عصره وأوانه. وهو بمقاييس عصره منهج مهترئ، متذبذب، لا يعرف رأسه من رِجليْه، فكان نتاجه طلابا لا تعرف رأسها من رجليها في النحو والعربية؛ حتى إن قاضيها الآن لا يحسن قراءة آيات القرآن، وبقية مسئولي الدولة إلى أكبر رأس. المهم؛ فإننا حتى إن أصلحنا منهج النحو؛ فهات لي دماغا إذن لتفهمه! أفبعدما أرهق الطالب ذهنه فى حفظ التُّرَّهات، قراءة، ونصوصا، وقصة، وبلاغة؛ أسيكون فيه رأس للنحو؟!
لذلك؛ لن تكون قيامة النحو إلا بقيامة مادة العربية بِرُمَّتِهَا، بقتل ذلك الغلام الحالي (المنهج) الذي جاء من سفاح المحسوبية، والتراتبية (الأقدمية) عند غير قليل من آبائه؛ حتى لا يُرْهِقَنا طغيانا، وكفرا في الكِبَر. وإنجاب مولود جديد طاهر من أمشاج آباء صالحين؛ قد اجتمع فيهم نبل المقصد، وسمو الغاية، وهداية العلم، وخبرات السنين.