أنا وأنت والنداء (3) – كيفية نداء ما فيه ( أل )
أما نداء ما فيه ( أل ) يا رفيق الدرب ، مرتشف الضرب فتعال نتحاور فيه ذا الذوق الراقي والذائقة الطروب !!
لم تعذر نداء مافيه ( أل ) مباشرة ؟
رفض الذوق الفطري العربي قبل تأصيل وتأسيس علم النحو نداء ما فيه ( أل) هنا ، ربما لاجتماع علامتي تعريف ( كلتاهما دخيلتان )على الاسم ؛ حرف النداء والألف واللام بعكس مثل ( يا ألله ) و (يا التي) و( يا الذي ) فقد جاز نداؤها مباشرة لأن الألف واللام لا يجوز حذفها من كل ما سبق فهما ( أل ) كأنهما من بنية الكلمات الأصلية ولا معنى للكلمات من دونهما .
فما الحل هنا ؟
أقحموا لصا هنا أصبح هو المنادى على أحد أوجه ثلاثة :
- الأول أي وأية ( يأيُّها الإنسان ) ومعهما ( ها ) التنبيه
- الثاني اسم الإشارة المناسب ( يا هذه الدنيا اسمعي زئيرنا )
- الثالث كلاهما معا ( أيُّهذا الصديق )
ولعلك عرفت معي يا حبيب أن المسألة ليست حكرا على ( أيها وأيتها ) أبدا بل إن صف دراسة هذا الدرس وهو الثالث الإعدادي يشهد للنداء بالأداتين معا في نص كن جميلا ( أيهذا الشاكي وما بك داء )
*****
هنا ضجيج لا أظنه يتوقف في إعراب ما بعد ( أيها وأيتها )
والأشموني يقول عن إعراب ما بعد (أي – أية ) : ” ظاهر كلام ابن مالك أنه صفة مطلقا – وقد قيل عطف بيان – وقيل إن كان مشتقا فهو نعت وإن كان جامدا فهو عطف بيان وهذا أحسن ”
والدكتور عباس حسن أعربه نعتا فقط فأعرب (الإنسان) في قوله تعالى : ” يأيها الإنسان ما غرك …” أعربها نعتا على جمودها قولا واحدا
ومن أعربوا الجامد بعدها بدلا حملوه على أن عطف البيان والبدل يكادان يكونان شيئا واحدا
لكنني لم أجد أحدا يميع المسألة مثل كتاب الثالث الإعدادي إذ ينص على أن ” ما بعد أيها وأيتها يصح أن يعرب نعتا مرفوعا أو بدلا مرفوعا ” !!!!! هكذا
******
وإذ إنهم اختاروا ألا ينادوا ما فيه ( أل ) باسم الإشارة تخفيفا على الطلاب ففي رأيي أننا يجب أن ننحاز مؤقتا في هذه السن الطلابية تخفيفا على الطلاب إلى النعت ، خصوصا أن معيار الجمود والاشتقاق لما يدرسه الطالب بعدُ وأن النعتية متفق عليها
أراك احمرت عينك أيهذا الحليم وتصيح بي : كيف أصف بالجامد ؟
أحيلك إلى باب واسع أيها المفضال وهو ( النعت والحال الجامدان ) ، أما شرحته مرارا ؟
خفف غضبك في الخلاف يا حبيب ، وأكمل القواعد بأخواتها يسلس لك قياد حصة النحو ، وتحسن تربية بنينا الطلاب والطالبات ؛ فمرجعك الحق لا غير ، وأينما كان كنت أول طلابه
هكذا أنت قدوة صالحة ، وإن لم تكن ( مؤقتا ) الصوت الرنان ، ولعلى أجرؤ أو أجترئ على سجف الغيب فأدعي أنك تصيره أسرع من البرق ما رأيت مزايا غيرك ، بل جهدت أن تضيفها إلى مزاياك