مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

لِلنَّاشِئَةِ (بَدْءًا مِنْ سِنِّ 10 سَنَوَاتٍ )

هل الفعل (ما زال ) لا يرد إلا ناقصا فعلا؟ التام والناقص .. رؤية جديدة

هل الفعل (ما زال ) لا يرد إلا ناقصا فعلا؟ التام والناقص .. رؤية جديدة
بقلم الاستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع نحو دوت كوم – ومبادرة نحو نحوٍ جديد
 
في الكتب الرسمية .. وجميع الكتب الخارجية أيضا بلا استثناء.. فيما يخص كان الناقصة والتامة .. المقرر على الصف الأول الثانوي .. يرد أن الأفعال (ليس – ما فتئ – ما زال ) لا ترد إلا ناقصة .. فهل هذا صحيح؟
 
وقبل أن أجيب .. فإنني أتعجب من سخافة العنوان (كان التامة والناقصة ) وأتساءل: هل الدرس يتعلق ب (كان ) وحدها ليخصها العنوان؟ بالطبع لا .. فالدرس يتعلق بـ (كان ) وأخواتها والتي قد ترد ناقصة .. وقد ترد تامة .. والصواب – في رأيي – تعديل العنوان مبدئيا إلى (مجيء الناقص تاما ) أو حتى (التام والنقص من الأفعال ).
 
النقطة الثانية التي أحب أن أناقشها قبل أن أعود إلى أخوات (كان ) التي قيل إنها لا تأتي إلا ناقصة .. هي نص سؤال الاستخراج من القطعة الذي يرد في جميع المحافظات كالتالي: (استخرج من القطعة فعلا ورد تاما .. وآخر ورد ناقصا ) ويتناسى واضعو الامتحانات أن السؤال بهذه الصياغة فاسد وغير دقيق .. لسبب بديهي .. أنهم في حين يتوقعون أن يجيب الطالب على الشق الأول من السؤال بتحديد أحد أخوات (كان ) الذي ورد في القطعة تاما .. فإن الطالب لو أجاب بـ (ذهب ) مثلا .. فإن إجابته صحيحة مائة بالمائة .. لأنه فعل تام .. فالفعل التَّام هو الفعل الذي يحتاج إلى فاعلٍ .. والصواب إعادة صياغة السؤال إلى (استخرج من القطعة فعلا ناقصًا .. وفعلا ناقصا ورد تاما ).
 
وبالعودة إلى السؤال: هل فعلا (ليس – ما فتئ – ما زال ) لا ترد الا ناقصة؟
فأما بالنسبة لـ (ليس ) .. و (ما فتئ ) فهذا صحيح .. فهما بالفعل لا يردان الا ناقصين .. وأما بالنسبة لـ (ما زال ) فهذا غير صحيح .. فقد ترد ناقصة .. وقد ترد تامة.
 
فما تعليل مجيء أول فعلَين ناقصين دائما؟ وما مبرر استثناء (ما زال ) من هذا الحكم؟
 
وللإجابة على السؤالين لا بد من توضيح أمر يلتبس لدى الكثيرين .. وهو: متى تأتي (كان ) وأخواتها تامة؟
 
ففي حين يعتقد أغلبية المعلمين .. ويرد في جميع الكتب الخارجيَّة .. أنها تأتي تامة إذا اكتفت بالمرفوع .. فإن هذه ليست الحالة الوحيدة في الحقيقة لمجيء هذه الأفعال تامة:
 
ألا ترى أنك إذا قلت: ما برح الجندي مكانه .. فإن الفعل هنا لم يكتف بالمرفوع (الجندي ) وإنما احتاج أيضا إلى المنصوب (مكانه ) ومع ذلك فهو تام .. وليس ناقصا؟
 
في الحقيقة .. فإن كون الفعل في الجملة المذكورة تام يعود إلى كونه استعمل في غير معناه .. وهذه هي الحالة الثانية التي تبرر مجيء الناقص تاما.
 
ففي حين يفيد (ما برح ) الناقص الاستمرار .. فإنه أفاد في الجملة النفي .. ومعناه (لم يترك ) فلما خرج عن معناه .. صار تاما لا ناقصا.
 
وهكذا الحال بالنسبة لجميع اخوات (كان ) .. بل وأخوات (كاد ) أيضا:
– ما انفكت خيوط الثوب. الفعل تام لأنه لم يفد الاستمرار .. و (ما ) فيه نافية.
– كادت البنت لزميلتها. الفعل تام لأنه استخدم بمعنى (الكيد ) وليس المقاربة.
– كرب حال المدين. الفعل تام لأنه استخدم في غير معناه.
 
وبذلك يكون هناك مبرران لمجيء (كان ) وأخواتها تامة:
الاول: أن تكتفي بالمرفوع:
– يعيش الناس حيث يكون الماء.
 
والثاني: أن تستخدم في غير معناها.
 
أما بالنسبة لـ (كاد ) وأخواتها .. فإنها تأتي تامة في حالتين:
الأولى: أن تستخدم في غير معناها:
– شرعت الحكومة القوانين. الفعل تام لأنه بمعنى وضع وليس بدأ.
 
والثانية: أن تخالف أحد شروط عملها .. وهي:
ا – أن يكون خبرها جملة فعلية: فالفعل (أوشك ) لا يمكن أن يفيد إلا المقاربة .. ولكنه يأتي تاما إذا خالف شرط عمله المتعلِّق بكون خبره لا بدَّ أن يكون جملةً فعليَّةً فعلها فعل مضارع .. في مثل قولنا: أوشكت المباراة على البدء.
 
ب – أن تستخدم جامدة في صورة الفعل الماضي (ما عدا كاد وأوشك اللذَين يمكن أن يُستخدَما مضارعَين أيضًا ) كما في قولنا:
– تبدأ الزراعة تؤتي أكلها بالاهتمام بها.
 
وبالعودة إلى موضوعنا الأصلي ..
– في اعتقادي أن (ما فتئ ) لا يمكن أن يأتي تاما لاستحالة استخدامه في غير معناه .. حيث لا أعتقد أن (فتئ ) لها معنى إلا مع (ما ) .. وهي معها يستحيل أن تفيد إلا الاستمرار .. ويستحيل أيضا أن تكتفي بالمرفوع.
 
– وكذا الحال بالنسبة لـ (ليس ) الذي يستحيل أن يفيد غير معناه الأصلي (النفي ) حيث يفيد النفي بذاته .. ويستحيل خروجه عن هذا المعنى .. ويستحيل كذلك أن يكون له معنى الا بالركنين معًا: المرفوع .. والمنصوب.
 
أما مع (ما زال ) فالحال مختلفة .. فأنا يمكن أن أقول:
– ما زال الماء في الإناء. وهي هنا ناقصة لأنها أفادت الاستمرار.
 
ويمكن أن أقول:
– ما زال الماء من الإناء. فتكون تامة لأنني خرجت بها عن معنى الاستمرار إلى النفي.
 
وفي الواقع فإن هناك لبسا بخصوص (ما زال ) ربما لا يدركه كثيرون .. ولا أدري هل يدركه واضعو قاعدة عدم مجيء (ما زال ) إلا ناقصة أم لا [وأنا هنا أقصد مؤلِّفي الكتب المدرسيَّة والكتب التَّعليميَّة الخارجيَّة .. لا علماء النَّحو ] فتكون المشكلة عندهم سوء صياغة فقط .. أم أنهم لا يدركونها .. فتكون المشكلة أكبر من ذلك .. ألا وهي أن الفعل (زال ) لا يستخدم ناقصا في هذا التركيب إلا إذا كان مضارعه (يزال ) .. بينما يكون تاما إذا كان مضارعه (يزول ).
 
وبذلك.. وإذا أردنا أن تكون القاعدة مطلقة.. فإن علينا إعادة صياغة القاعدة إلى:
1 – الفعل (لا يزال ) لا يأتي إلا ناقصا.
2 – أمَّا الفعل (ما زال ) فقد يرد ناقصا، إذا كان المضارع من (زال ): يزال، وقد يرد تاما إذا كان المضارع منه: يزول.
3 – وكذا الفعل (لم يزل ) فهو يرد ناقصًا إذا كان مفتوح العين، ويرد تامًّا إذا كان مضموم العين.
 
ملاحظتان:
١ – رجائي إذا رأيت أن هذا المنشور يستحق .. فلا تدعه يقف عندك .. وشاركه على صفحتك .. لعل أحدا يستفيد منه فتشاركني الأجر.
 
٢ – ما قرأته هنا هي وجهة نظر شخصية بحتة .. فلم أعد إلى أي مرجع .. ولذا فيمكنك في جميع الأحوال أن تختلف معي .. وأن تفيدني برأيك.

1 فكرة عن “هل الفعل (ما زال ) لا يرد إلا ناقصا فعلا؟ التام والناقص .. رؤية جديدة”

  1. الفائق في اللغة العربية

    هذا الرأي ليس خاصا بالكتب الخارجية
    وإنما جميع النحاة أجمعوا على أن الفعل ما زال لا يرد إلاا ناقصا
    الرجا إعادة النظر في هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top