مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

لِلنَّاشِئَةِ (بَدْءًا مِنْ سِنِّ 10 سَنَوَاتٍ )

إنَّ الطُّلَّاب (بعضَهم / بعضُهم ) مجتهدون

إنَّ الطُّلَّاب (بعضَهم / بعضُهم ) مجتهدون
يسري سلال – مبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ

هذا ليس سؤالا للاختيار من متعدِّد، وليس سؤالا أصلا، وإنَّما الوجهان جائزان: نصب ( بعضهم )، ورفعها، في آنٍ واحدٍ!!

النَّصب باعتبارها بدل بعضٍ من كلٍّ، والرَّفع باعتبارها مبتدأ:
– الوجه الأوَّل (النَّصب على البدليَّة ) يمكن توضيحه بعلامات التَّرقيم كالتَّالي: إنَّ [الطُّلَّابَ بعضَهم ] مجتهدون.
– والوجه الثَّاني (الرَّفع كمبتدأ ) يمكن توضيحه بعلامات التَّرقيم كالتَّالي: إنَّ الطُّلَّابَ [بعضُهم مجتهدون ].

ويكون خبر (إنَّ ) في الجملة الأولى مفردًا، بينما يكون خبرها في الجملة الثَّانية جملةً اسميَّةً.

طبعًا لا يكون الوجهان جائزَين دائمًا، وإنَّما يمكن عدُّها بدلا فقط في مثل قولنا:
– كان الطُّلَّاب بعضهم مجتهدِين.

ويمكن عدُّها مبتدأ فقط في مثل قولنا:
– كان الطُّلَّاب بعضهم مجتهدون.

إذن، وإجمالا لما سبق:
1 – كان الطُّلَّاب (بعضهم ) مجتهدِين. بدل فقط.
2 – كان الطُّلَّاب (بعضهم ) مجتهدون. مبتدأ فقط.
3 – إنَّ الطُّلَّاب (بعضهم ) مجتهدون. بدل، أو مبتدأ [سواءً بسواء ].

ونفس هذا الكلام ينطبق على (كلّهم ) و (جميعهم )؛ فلا يُشترَط إعرابهما توكيدًا دائمًا، وإنَّما يجري عليهما نفس ما جرى على (بعضهم ):
1 – كان الطُّلَّاب (كلّهم / جميعهم ) مجتهدِين. توكيد فقط.
2 – كان الطُّلَّاب (كلّهم / جميعهم ) مجتهدون. مبتدأ فقط.
3 – إنَّ الطُّلَّاب (كلّهم / جميعهم ) مجتهدون. توكيد، أو مبتدأ [سواءً بسواء ].

ليس المقصود من هذا المنشور التَّأكيد على أنَّه لا يُشترَط مثلا إعراب (بعضهم ) بدل بعضٍ من كلٍّ دائمًا، أو إعراب (كلّهم ) و (جميعهم ) توكيدًا دائمًا، وإنَّما يمكن إعرابها جميعًا أحيانًا مبتدأ فقط، وأحيانًا توكيدًا أو بدلا فقط، وأحيانًا بجواز الوجهَين.

وإنَّما الأهمُّ من هذه الحقيقة، التي ربَّما يعرفها الجميع، وربَّما يجهلها البعض، هو الفرق في المعنى بين الجملتَين، في حال جواز الوجهَين:
فمثلا: ما الفرق في المعنى بين:
– إنَّ الطُّلَّابَ بعضَهم (بالنَّصب / وجه البدل ) مجتهدون.
إنَّ [الطُّلَّابَ بعضَهم ] مجتهدون.
– إنَّ الطُّلَّابَ بعضُهم (بالرَّفع / وجه المبتدأ ) مجتهدون؟
إنَّ الطُّلَّاب [بعضُهم مجتهدون ].

بصراحة، احتار عقلي في تحديد الفرق في المعنى بين الجملتَين، إذا افترضنا وجود فرقٍ؛ ففي الجملتَين بعض الطُّلَّاب فقط مجتهدون، ولكنَّني أشعر أنَّ هناك خيطًا رفيعًا بين المعنى في الجملتَين؛ ففي حين قصدتُ في الجملة الأولى الكلَّ قبل أن أنتقل إلى البعض (وهذا هو فكرة البدل )، كأنَّني أقول، كلُّ الطُّلَّاب، أقصد بعضهم، مجتهدون، كأنَّني كنت أعتقد أنَّهم جميعًا مجتهدون، ولكنَّني انتبهتُ إلى خطأ هذا الظَّنِّ فصحَّحته بـ (بعضهم ).

أمَّا في الجملة الثَّانية فلم يقع سوء الفهم هذا منِّي؛ فأنا منتبه إلى أنَّ (بعض ) الطُّلَّاب، وليسوا جميعًا، يجتهدون.

هل هذا هو الخيط الرَّفيع الوحيد بين الجملتَين؟ وهل الأمر متعلِّقٌ فقط بنيَّة المتكلِّم؟ لا أعرف، خصوصًا وأنَّ المحصِّلة في النّهاية واحدة: بعض الطُّلَّاب فقط مجتهدون، فهل يُعقَل أنَّه لا فرق في المعنى بين اعتبار (بعضهم ) بدلا، واعتبارها مبتدأ، وهل يُعقَل أن يتساوى البدل والمبتدأ في المعنى، رغم بُعد الشُّقَّة بين هذا وذاك؟؟

رجائي، أدلوا بدلوكم، وأفيدوني برأيكم بالفرق في المعنى بين كلِّ زوجَين من الجمل التَّالية:
إنَّ [الطُّلَّابَ بعضَهم ] مجتهدون / إنَّ الطُّلَّاب [بعضُهم مجتهدون ].
إنَّ [الطُّلَّابَ جميعَهم ] مجتهدون / إنَّ الطُّلَّاب [جميعُهم مجتهدون ].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top