لم نَدَعْ لواضعي امتحان الشِّهادة الإعداديَّة موطئًا لقدمٍ!!!! ههههههه
كيف (يتفنَّن ) واضعو الامتحانات في (إخفاء ) الأسماء المشتقَّة؟!
وداعًا لصعوبات استخراج جميع المشتقَّات
يسري سلال – مبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ
السُّؤال الأوَّل: كيف (يخفي ) واضع الامتحان اسم الفاعل الثُّلاثيِّ؟
1 – يستخدمه محذوف الياء: أنت [ساعٍ ] في الخير. (وغالبًا يأتي به من غير تنوين؛ إمعانًا في الإلغاز ).
2 – يستخدمه مبدوءًا بهمز مدٍّ: المسلم [آمن ] في بيته. (ويستغلُّ هنا الشَّبه بين الاسم والفعل؛ لصرف نظر الطَّالب عن الكلمة ).
3 – يستخدمه مضعَّفًا: هذا الرَّجل [جادٌّ ] في عمله. (ولا يضع التَّضعيف غالبًا؛ من باب الإلغاز ).
السُّؤال الثَّاني: كيف نفكُّ الاشتباك بين اسم المفعول غير الثُّلاثيِّ، واسم الزَّمان غير الثُّلاثيِّ، واسم المكان غير الثُّلاثيِّ (وجميعها تبدأ بميمٍ مضمومةٍ، مع فتح ما قبل الآخر )؟
هناك معادلاتٌ تحكم هذا الأمر (غالبًا ):
المعادلة الأولى: اسم الزَّمان = زمان + المصدر
– الصَّيف [مُستخرَج ] البترول = الصَّيف [زمان استخراج ] البترول = اسم زمانٍ
المعادلة الثَّانية: اسم المكان = مكان + المصدر
– الصَّحراء [مُستخرَج ] البترول = الصَّحراء [مكان استخراج ] البترول = اسم مكانٍ
المعادلة الثَّالثة: اسم المفعول = الفعل المبنيُّ للمجهول
– البترول [مُستخرَج ] من الصَّحراء = البترول [يُستخرَج ] من الصَّحراء = اسم مفعولٍ
ملاحظة:
وفي الصَّفِّ الثَّاني الثَّانويِّ، تُضَاف هذه المعادلة الخاصَّة بالمصدر الميميِّ (الذي يُصَاغ بنفس الطَّريقة ):
المصدر الميميُّ = المصدر الصَّريح
– [مستخرَج ] البترول في العصر الحديث سهل = [استخرج ] البترول في العصر الحديث سهل = مصدر ميميّ
ملاحظة مهمَّ:
إذا دلَّت كلمة (مُجتمَع ) في القطعة على المجتمع الذي نعيش فيه، فهي اسم مكانٍ غير ثلاثيٍّ (قولا واحدًا )، وإذا دلَّت كلمة (المُستقبَل ) على مضادِّ الماضي والحاضر، فهي اسم زمانٍ غير ثلاثيٍّ (قولا واحدًا ).
السُّؤال الثَّالث: كيف (يخفي ) واضع الامتحان اسمَي الزَّمان والمكان الثُّلاثيَّين؟
1 – يأتي به مجموعًا، على وزن (مفاعل ): تجنَّب [مواطن ] الزَّلل.
2 – يأتي به منتهيًا بالتَّاء المربوطة، على وزن (مفعلة ): زرتُ [المكتبة ] للتَّزوُّد بالمعارف.
3 – يأتي به منتهيًا بالتَّاء المربوطة، ومجموعًا في نفس الوقت: زرتُ [المكتبات ] للتَّزوُّد بالمعارف.
4 – يأتي باسم مفعولٍ ثلاثيٍّ، مشتقٍّ من فعلٍ معتلٍّ أجوف؛ حيث تُحذَف واو (مفعول ) في هذه الحالة؛ فيتشابه مع اسمَي الزَّمان والمكان الثُّلاثيَّين على وزن (مفعل ): الكون [معيش ] – الحقُّ [معودٌ ] إليه.
5 – يستخدمه مضعَّفًا: الدُّنيا [ممرٌّ ] للآخرة. (ولا يضع التَّضعيف غالبًا ).
ملاحظة:
عند صياغة اسم المفعول الثُّلاثيِّ من الفعل المعتلِّ الأجوف، يُرَدُّ الألف إلى أصله (الواو / الياء )، بينما عندما يُصَاغ اسما الزَّمان والمكان من نفس الفعل، يبقى الألف ألفًا غالبًا:
معود – معيش: اسما مفعولٍ ثلاثيَّان / معاد – معاش: اسما زمانٍ أو مكانٍ ثلاثيَّان.
السُّؤال الرَّابع: كيف (يخفي ) واضع الامتحان اسم المفعول الثُّلاثيِّ؟
1 – يأتي به مصوغًا من فعلٍ ثلاثيٍّ معتلٍّ أجوف؛ مستفيدًا في هذه الحالة من كونه ليس على وزن (مفعول )؛ بسبب حذف واوه: الحقُّ [مقول ].
ملاحظة: هناك سببٌ إضافيٌّ للإلغاز هنا؛ كونه يتشابه مع اسمَي الزَّمان والمكان؛ بسبب حذف الواو، وكونه صار على وزن (مفعل )، لكن يُنبَّه على الطَّالب، بأنَّه لو توسَّطه واوٌ أو ياء، فهو اسم مفعولٍ، بينما إذا توسَّطه ألف، فهو اسم زمانٍ أو مكانٍ.
2 – يأتي بعه مصوغًا من فعلٍ ثلاثيٍّ معتلٍّ ناقصٍ؛ مستفيدًا في هذه الحالة ببعده شكليًّا عن وزن (مفعول )؛ خصوصًا وأنَّه يعمد هنا إلى عدم وضع التَّضعيف على الحرف الأخير؛ لصرف النَّظر عنه أكثر وأكثر: سنحقِّق آمالنا [المرجوَّة ] بالاتِّحاد.
ملاحظة: يُنبَّه على الطَّالب بأنَّ اسم المفعول من الفعل المعتلِّ النَّقص، يختلف عن اسم المفعول الثُّلاثيِّ من الفعل المعتلِّ الأجوف؛ ففي حين تُحذَف واو (مفعول ) من الثَّاني، تبقى الواو في الأوَّل، ولذا فاسم المفعول من الفعل الثُّلاثيِّ المعتلِّ النَّاقص يكون على وزن (مفعول )، ولامه مضعَّفةٌ دائمًا.
ملاحظة:
من أهمِّ ما يجب أن يُنَبَّه إليه الطَّالب هنا، أنَّ الفعل الذي صِيغ منه اسم المفعول (ثلاثيًّا، أم غير ثلاثيٍّ ) لا بدَّ أن يكون مبنيًّا للمجهول، كما يُستحسَن إعادة تدريس درس طريقة بناء الفعل للمجهول.
السُّؤال الخامس: كيف (يخفي ) واضع الامتحان اسم التَّفضيل؟
1 – يستخدمه مضعَّفًا: الحقُّ [أحقُّ ] أن يُتَّبَع. (ولا يضع التَّضعيف أبدًا ).
2 – توظيف المفارقة بين (أجل ) بمعنى (نعم )، و (أجلّ ) مضعَّفة اللام (بمعنى أعظم ): الماء من [أجلِّ ] النِّعم. (ولا يضع التَّضعيف أيضًا ).
3 – استخدام ألفاظٍ دارجة، هي في حقيقتها أسماء تفضيلٍ: كـ [الدُّنيا ] – المسجد [الأقصى ].
4 – استخدامه مؤنَّثًا (على وزن فُعلَى ): بلغت درجة الحرارة الدَّرجة [العظمى ].
5 – يُرجَى ملاحظة أنَّ واضع الامتحان يطلب غالبًا إعراب اسم التَّفضيل في القطعة، ويضع قبله دائمًا نكرةً مجرورة، واسم التَّفضيل هنا يُعرَب نعتًا مجرورًا بالفتحة؛ لكونه ممنوعًا من الصَّرف، وواضع الامتحان في هذا السُّؤال يضرب عصفورَين بحجرٍ واحدٍ (ولذا يُعَدُّ هذا السُّؤال مميَّزًا )؛ حيث يجمع بين قواعد الفصل الدِّراسيِّ الأوَّل (ممثَّلةً في الممنوع من الصَّرف )، وقواعد الفصل الدِّراسيِّ الثَّاني (ممثَّلةً في اسم التَّفضيل )؛ تأكيدًا على تراكميَّة النَّحو: قرأتُ في كتابٍ [أعظم ] من أيِّ كتابٍ، وهو القرآن الكريم.
السُّؤال السَّادس: كيف (يخفي ) واضع الامتحان اسم الآلة؟
من أكثر المشتقَّات (استعصاءً ) على الإخفاء؛ فاسم الآلة أوضح دائمًا في دلالته على الآلة من أن يتمَّ إخفاؤه، ولذلك فهو أسهل المشتقَّات في الاستخراج، مهما حاول واضع الامتحان صرف انتباه التَّلاميذ عنه، ولكنَّنا سنذكر هنا بعض الملاحظات التي يحاول بها واضعو الامتحانات إضفاء الإلغاز على هذا النَّوع من الأسماء المشتقَّة:
الملاحظة الأولى: وزن (فعَّالة ):
يمكن استخدامه كاسم آلةٍ، ويمكن استخدامه كصيغة مبالغةٍ (مؤنَّثةٍ ):
– الأمُّ [غسَّالةٌ ] الملابس في [الغسَّالة ]. الأولى صيغة مبالغة، والثَّانية اسم آلةٍ.
– هذه [السَّيَّارة ] [سيَّارة ]. الأولى اسم آلةٍ، والثَّانية صيغة مبالغةٍ.
الملاحظة الثَّانية: وزن (فاعلة ):
يمكن استخدامه كاسم آلةٍ مشتقٍّ، ويمكن استخدامه كاسم فاعلٍ (مؤنَّثٍ ):
– يروي الفلاح أرضه بـ [السَّاقية ]. اسم آلةٍ.
– تحمل [السَّاقية ] أكواب العصير. اسم فاعلٍ.
الملاحظة الثَّالثة: وزن (مفعال ):
ويمكن استخدامه كاسم آلةٍ، كما يمكن استخدامه كصيغة مبالغةٍ:
– الولد [مفتاحٌ ] الدُّرج بـ [المفتاح ]. الأولى صيغة مبالغة، والثَّانية اسم آلةٍ.
الملاحظة الرَّابعة: وزن (مِفعَل ):
والذي يتشابه (ظاهريًّا، وبدون التَّشكيل ) مع اسمَي الزَّمان والمكان الثُّلاثيَّين:
– [المِصعد ] [مَصعد ] النَّاس إلى الأدوار العليا. الأولى اسم آلةٍ، والثَّانية اسم مكانٍ ثلاثيٌّ.
الملاحظة الخامسة:
من أكثر أسماء الآلة ورودًا بالقطع الامتحانيَّة كلمة (مِعول ) وكلمة (مقياس ).
السُّؤال السَّابع: متى تتشابه المشتقَّات في الصِّياغة؟
يتساوى في الصِّياغة: اسم الفاعل – واسم المفعول – واسم الزَّمان – واسم المكان، من أربعة أنواع مختلفة من الأفعال، وهذه الأفعال هي:
1 – كلُّ ما كان على وزن (افتعل )، وعينه ألف: كـ (اختار – اعتاد – اقتاد ).
2 – كلُّ ما كان على وزن (انفعل )، وعينه ألف: كـ (انحاز – انساق – انقاد ).
3 – كلُّ ما كان على وزن (افتعل )، وعينه مثل لامه: كـ (احتلَّ – اشتقَّ – ارتدَّ ).
4 – كلُّ ما كان على وزن (انفعل )، وعينه مثل لامه: كـ (انشقَّ – انقضَّ ).
ملاحظة:
لا أبيحُ النَّقل إلا بذكر المصدر، والله حسيبي. وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ.