مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

لِلنَّاشِئَةِ (بَدْءًا مِنْ سِنِّ 10 سَنَوَاتٍ )

عاد الجنديُّ مرفوع الهامة. هل إعراب (مرفوع ): نعت، أم حال، أم كلاهما؟

قبل أن تقرأ ..
ما ستطالعه هنا آراء شخصيَّة بحتة، من وحي عقلي وحده.
ولم أعد لأيِّ مصدر.
وكلُّ الأفكار التي سيتضمَّنها المقال مجرَّد افتراضات، وليست أحكامًا.

أرى أنَّ كلمة (مرفوع ) في المثال المذكور تحتمل الرَّفع (على أنَّها نعتٌ للفاعل قبلها )، وتحتمل النَّصب (على أنَّها حال ).

ولكنَّ السُّؤال المحيِّر:
كيف تحتمل الكلمة أن تكون نعتًا وحالا في نفس الوقت؟! مع أنَّ النَّعت يتبع المنعوت في التَّعريف والتَّنكير، بينما الحال نكرة، وصاحبها معرفة.

فنحن لو أقررنا بصحَّة إعرابها نعتًا، فإنَّ معنى هذا، الاعتداد بإضافة هذا الاسم النَّكرة، إلى المعرَّف بأل بعده، ومن ثَمَّ اكتسابه التَّعريف من هذه الإضافة (معرَّف بالإضافة )، وذلك ليصحَّ وقوعها نعتًا لكلمة (الجنديّ ) قبلها.

ولو أقررتم معي بصحَّة وقوعها حالا، فإنَّ معنى هذا عدم الاعتداد بتلك الإضافة اللَّفظيَّة، والتَّعامُل مع كلمة (مرفوع ) على أنَّها نكرة؛ ليصحَّ وقوعها حالا؛ حيث الحال نكرة، وصاحبها معرفة.
فلماذا اعترفنا بالتَّعريف بالإضافة مع الوجه الأوَّل (النَّعت )، بينما أنكرناها مع الوجه الثَّاني (الحال )؟!
وهل يُعقَل أن يكون الاسم نكرةً ومعرفةً في نفس الوقت؟!

بل والسُّؤال المؤرِّق الذي يحيِّر العقل أكثر وأكثر:
إذا نكَّرنا كلمة (الجنديّ ) وقلنا: عاد جنديٌّ (مرفوعُ ) الرَّأس، فكيف تُعرَب (مرفوع ) نعتًا للنَّكرة قبلها، رغم أنَّها من المفترض أن تكون معرَّفةً بالإضافة؟!!

وكيف، وبأيِّ عقلٍ، نستوعب أن تكون (مرفوع ) نعتًا في نفس المثالَين التَّاليَين، رغم أنَّها معرَّفة بالإضافة في كليهما، بينما المنعوت الأوَّل معرفةً، والمنعوت الثَاني نكرةً:
– عاد الجنديُّ (مرفوعُ ) الرَّأس: نعت.
– عاد جنديٌّ (مرفوعُ ) الرَّأس. نعت.
(!!!! )

فإذا كنتَ ترى أنَّ (مرفوع ) الواقعة حالا في قولنا: عاد الجنديُّ مرفوعَ الرَّأس، معرَّفة بالإضافة عادي، وليست – كما افترضتُ أنا – نكرةً، وأنَّ الحال قد تكون معرَّفةً بالإضافة، فإنَّ سؤالي لك: هل يعني ذلك عندكم أنَّ كلَّ نعتٍ معرَّفٍ بالإضافة، يجوز إعرابه حالا أيضًا؟!

أمَّا مسألة أنَّ الحال قد تكون معرَّفةً بالإضافة، كما في قولنا: جاء الجنديُّ (وحده )، فإنَّني أقول: ولكنَّ كلمة (وحده ) في الجملة لا تُعرَب إلا حالا، ولا يُتصَوَّر نهائيًّا كونها نعتًا، إضافةً إلى أنَّ النُّحاة قد اعتدُّوا بإعرابها حالا هنا، على تأويلها بقولهم: عاد الجنديُّ وحيدًا.

إنَّني لا أعرف بصراحةٍ، ما إذا كنتم توافقونني الرَّأي – من حيث المبدأ – في صحَّة وقوع (مرفوع ) نعتًا وحالا في نفس الوقت، أم أنَّكم تنتصرون لأحد الوجهَين دون الآخر.

ولكنَّني أؤكِّد صحَّة النَّعت (والرَّفع ): عاد الجنديُّ (مرفوعُ ) الهامة.
ويكون المعنى: عاد الجنديُّ، الذي حدَّدته من دون زملائه، بأنَّه وحده المرفوع الهامة من بينهم.

كما أؤكِّد (من وجهة نظري طبعًا ) صحَّة الحال (والنَّصب ): عاد الجنديُّ (مرفوعَ ) الهامة.
والتَّقدير: عاد الجنديُّ حال كونه مرفوعَ الهامة.
والمعنى: عاد جنديُّ معيَّن ومقصود من بين الجنود (يعرفه حتمًا المخاطب )، وكانت حالته أنَّ هامته مرفوعة.

وإجمالا لكلِّ ما سبق، ولعدم التَّشتيت، فإنَّ تساؤلاتي الحائرة:
1 – عاد الجنديُّ (مرفوع ) الرَّأس.
هل يصحُّ إعرابها نعتًا وحالا في نفس الوقت أم لا؟!

2 – إن صحَّ إعرابها نعتًا (باعتبار مرفوع معرَّفةً بالإضافة )، فكيف نعربها حالا أيضًا؟
وهل سنعدُّها مع الحال نكرةً (ونتجاهل الإضافة )؛ لكون الحال نكرةً؟
ولماذا نتجاهل الإضافة هنا، مع أنَّنا اعترفنا بها مع النَّعت؟
وإذا كنتم ستعدُّونها معرَّفةً بالإضافة؛ بالادِّعاء أنَّ الحال قد تكون معرَّفةً بالإضافة، فهل يعني ذلك أنَّ كلَّ نعتٍ معرَّفٍ بالإضافة يجوز إعرابه حالا أيضًا؟!

3 – عاد الجنديُّ (مرفوعُ ) الرَّأس – عاد جنديٌّ (مرفوعُ ) الرَّأس.
كيف يُعقَل إعراب (مرفوع ) نعتًا في المثالَين معًا، رغم أنَّ المنعوت معرفة مرَّة ونكرة مرَّة، في حين أنَّ (مرفوع ) معرَّفة بالإضافة في الجملتَين؟؟!!

1 فكرة عن “عاد الجنديُّ مرفوع الهامة. هل إعراب (مرفوع ): نعت، أم حال، أم كلاهما؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top