مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

1 – طوال العُمر كان الطَّلبة المصريُّون يدرسون (الكشف في المعجم ) نظريًّا لا عمليًّا .. ممَّا يفرِّغ الأمر من محتواه تمامًا .. ويجرِّده من أيِّ فائدة

فما بالكم اليوم أنَّنا ما زلنا ندرِّس الكشف في المعجم .. وبنفس الطَّريقة النَّظريَّة العقيمة .. في الوقت الذي اختفت فيه المعاجم الورقيَّة من الوجود أصلا!!

فما جدوى تدريس الكشف في المعجم؟
وهل هناك مخلوق بشريٌّ على مستوى العالم ما زال في يومنا هذا يعذِّب نفسه بالكشف اليدويِّ (وقد أصبح في مقدوره أن يتعرَّف على معنى أيِّ كلمةٍ بضغطة زرٍّ عبر تطبيقات المعاجم المختلفة )؟!!

 

2 – تموج البلاغة العربيَّة بتناقضاتٍ غير مقنعة .. وسأكتفي هنا بالحديث عن الكناية مثلا:
ما الذي يستفيده الطَّالب من تقسيم الكناية إلى: كناية عن صفة وكناية عن موصوف؟؟

وهل الطَّالب معوَّق عقليًّا لدرجة أنَّه في حاجة إلى تنبيهه إلى أنَّ (صاحب الحوت ) كناية عن موصوف .. بينما (احمرار وجه البنت ) كناية عن صفة؟!!

وهل يتخيَّل عاقل أن الطَّالب قد يظنُّ العكس (أنَّ يونس صفة .. والحياء موصوف )؟!!

وبالنِّسبة للكناية عن نسبةٍ .. ما جدواها؟ وما بلاغتها أصلا؟
ما معنى (الكرم في ثيابه )؟!! وكيف نرضى بهذا المعنى الرَّكيك؟
واللهِ .. وربِّ الكعبة .. إنَّ التَّصريح المباشر بكرم الشَّخص (كتعبيرٍ حقيقيٍّ صريحٍ ) أحلى وأبلغ وأوقع من أن نقول: الكرم في ثيابه!!
ولماذا يدَّعون أنَّ (البلاغة في لسانه ) كناية نسبة؟! وأين الكناية في ذلك؟ بل وأين النِّسبة؟!
يردُّون: نسبة البلاغة إلى لسان الشَّخص لا إلى الشَّخص نفسه!!

احنا هنهزَّر!!

إنَّ هذا تزيُّدٌ وتلفيق .. إذ يُوصَف اللِّسان بالبلاغة (حقيقةً ) لكونه أداة الكلام .. والعرب منذ فجر التَّاريخ يصفون الشَّخص بـ (بليغ اللِّسان ) فلا يتوارد إلى ذهن المستمع هذا التَّلفيق المتمثِّل في هذا الادِّعاء السَّاذج

فالقوَّة أكثر ما تكون في اليد .. والبلاغة في اللِّسان .. وحدَّة البصر في العين .. وهذه بدهيَّات .. ولكنَّنا نحبُّ المبالغة والادِّعاء وتحميل الأمور فوق ما تحتمل!!

ثمَّ لماذا نصرُّ على تدريس كناياتٍ تجاوزها الزَّمان منذ ألف سنة .. كـ (كثير الرَّماد ) كنايةً عن الكرم .. و (فلان لا يضع العصا عن عاتقه ) كنايةً عن كثرة السَّفر والتِّرحال؟؟!!

ألا تعرفون كيف يطهو أفقر الفقراء طعامه اليوم؟ ألا تدركون طرق السَّفر في عالم اليوم (حتَّى أكثرها بدائيَّةً )؟؟

إنَّني عندما أقول إنَّ (المذياع ) هو الرَّاديو .. يفتح الطُّلَّاب الصِّغار أفواههم متعجِّبِين وسائلِين: وما هو الرَّاديو؟؟!!

واللهِ الذي لا إله إلا هو إنَّني عندما أقول لطلَّابي: سار الرَّجل مع أمِّ أبنائه .. كناية عن زوجته .. يضحكون ويسألونني ساخرِين: وما وجه الكناية هنا؟! ومَن ستكون أمُّ أبنائي إن لم تكن زوجتي؟!!

جعلتمونا أضحوكة
سامحكم الله

1 فكرة عن “أسئلة أرَّفتني!!”

  1. صقر اللغة العربية

    تدريب الطلاب وتدريسهم لدرس الكشف في المعجم مهم ويزودهم بمهارات لا غنى عنها في اللغة العربية حتى لو كانت المعاجم الورقية قد اختفت من الوجود أو حل محلها المعاجم الاليكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top