حباني الله – عزَّ وجلَّ – منذ صغري تقديرًا وإجلالا فطريًّا لهذه اللُّغة .. وحساسيَّةً مفرطةً تجاه الأخطاء اللُّغويَّة عامَّةً .. والأخطاء النَّحويَّة على وجه الخصوص لدرجة أنَّني أعدُّ الخطأ النَّحويَّ بمثابة ذنبٍ لا يُغتفَر
فمثلا .. 1 – كنت في صغري شغوفًا براديو لندن بكلِّ برامجه .. وخاصَّةً كلَّ البرامج المتعلِّقة باللُّغة العربيَّة .. وسمعت يومًا في أحد برامجها (وكنتُ في الصَّفِّ الأوَّل الإعداديِّ ) أنَّ التَّعبير من قبيل (ما هو مرض السُّكَّر؟ ) فيه إقحامٌ لضمير الفصل في غير محلِّه .. وأنَّ هذا الاستخدام غير صحيح .. أو غير فصيح على الأقلِّ .. وأنَّ الأفصح (ما مرض السُّكَّر؟ ) فمنذ هذا اليوم أقلعتُ عن هذه العادة .. فلم أقع يومًا واحدًا في هذا الخطأ وحتَّى عندما قرأتُ أنَّ مجمع اللُّغة العربيَّة بالقاهرة قد أجاز هذا الاستخدام .. ظلَّ نفوري منه قائمًا!! 2 – منذ سنواتٍ .. نبَّهني أحد الإخوة إلى أنَّ الصَّواب عدم دخول حرف الجرِّ الباء على (دون ) .. وأنَّ الصَّواب (دون ) وليس (بدون ) فصرتُ أحرص على عدم الوقوع في هذا الخطأ .. فلا أقول (بدون ) حتَّى ولو تحدَّثتُ بالعامِّيَّة وأضحك من نفسي مثلا عندما أكلِّم المبرمج الذي أتعامل معه على الماسينجر بالعامِّية .. فأقول له مثلا: استخدم القوسين بدون فواصل .. وقبل أن أضغط على (إرسال ) أنظر إلى (بدون ) هذه فأشمئزُّ من نفسي وأعود إليها لأحذف باءها .. دون أن أنصت إلى شيطاني الذي يقول لي: هوِّن على نفسك .. أليست الكتابة بالعامِّيَّة؟!! واللهِ أتعامل مع مثل هذه الأخطاء بحساسيَّة مرضيَّةٍ عجيبةٍ .. فلا أنطقها ولو (على رقبتي )!! الحمد لله الذي حبَّب إليَّ هذه اللُّغة العظيمة .. وكرَّه إليَّ أخطاءها!!
4 أفكار عن “دون / بدون!”
زادكم الله علما وتواضعا أستاذنا
معلومة جميلة
ليس مستغربا على شخص مثلكم بذل حياته من أجل إعلاء شأن اللغة العربية
شفاكم الله وعافاكم
جزاكم الله خيرا