كانت مصر أصل الحضارة وما زالت وردتني هذه الجملة أكثر من مرَّة من إخوة يسألون عن نوع الفعل (ما زال ) من حيث التَّمام والنُّقصان. وما فهمته أنَّها وردت في امتحان أكثر من محافظة. وحسب ما فهمته أيضًا، فنموذج الإجابة اعتبرها ناقصة تقريبًا. بينما الحقيقة أنَّها تحتمل الاحتمالَين معًا سواءً بسواء (النُّقصان – والتَّمام ): 1 – النَّقصان: باعتبار الخبر محذوفًا من باب الإيجاز (الأصل: كانت مصر أصل الحضارة وما زالت أصل الحضارة ). 2 – التَّمام: باعتبار المعنى: كانت مصر أصل الحضارة وما زالت (بمعنى وما فنيت ) أي أنَّ (زال ) من (يزول ) بمعنى (يفنى )، وباعتبار (ما ) نافية. أما إذا أردت النقصان وجهًا واحدًا، فإنَّ عليك أن تعيد صياغة العبارة (مع التَّعديل البسيط التَّالي ): – كانت مصر أصل الحضارة ولا تزال (أو: وما تزال ). فهنا قطعنا بأنَّ الفعل ناقص: إذ لو المضارع من (زال ) يزول، فهو تامٌّ بلا جدال. أما لو كان المضارع من (زال ) يزال (كما في الجملة المعدَّلة )، فهو ناقصٌ بلا شكٍّ.