نَبْذَة عن المُبَادَرَة
الْوَاقِعُ التَّعْلِيْمِيُّ الْقَاتِمُ يَقُوْلُ إِنَّ الْغَالِبِيَّةَ الْعُظْمَى مِنْ أَبْنَائِنَا الطُّلَّابِ يَكْرَهُوْنَ النَّحْوَ، وَيَنْفِرُوْنَ مِنْ تَعَلُّمِهِ، وَيَعْتَبِرُوْنَهُ أَكْثَرَ فُرُوْعِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تَعْقِيْدًا.
وَانْعَكَسَ هَذَا – لِلْأَسَفِ – عَلَى كَرَاهِيَّتِهِمْ لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ (لُغَةِ الْقُرْآَنِ ) بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَفَشَلِهِمْ فِي تَحْقِيْقِ مُعَدَّلَاتِ نَجَاحٍ عَالِيَةِ فِيْهَا.
وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي نَرَى فِيْهِ أَبْنَاءَنَا يُقْبِلُوْنَ عَلَى تَعَلُّمِ اللُّغَاتِ الْأَجْنَبِيَّةِ – رَغْمَ صُعُوْبَتِهَا – وَالْمَوَادّ الْعِلْمِيَّةِ – رَغْمَ تَعْقِيْدِهَا – يُدْمِي قُلُوْبَنَا أَنْ نَرَاهُمْ كَارِهِيْنَ لِلُغَتِهِمْ الْأُمِّ .. مُنْصَرِفِيْنَ عَنْهَا.
هَذِهِ الْمُبَادَرَةُ الذَّاتِيَّةُ هَدَفُهَا تَغْيِيْرُ هَذَا الْوَاقِعِ الْمَرِيْرِ، وَهِيَ خُطْوَةٌ سَيَتْبَعُهَا خطَوَاتٌ. وَهِيَ جهْدُ الْمُقِلِّ، مِنْ شَخْصٍ نَذَرَ نَفْسَهُ وَحَيَاتَهُ لِرِسَالَةِ تَيْسِيْرِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ عُمُوْمًا (وَالنَّحْو خُصُوْصًا ) عَلَى الْمُتَعَلِّمِيْنَ.
رَغْمَ أَنَّنِي نِصْفُ مَيِّتٍ حَرْفِيًّا؛ لِإِصَابَتِي مُنْذُ 13 عَامًا وَحَتَّى الْيَوْمِ، بِقُرْحَةٍ خَبِيْثَةٍ مَلْعُوْنَةٍ فِي السَّاقِ (مِنَ النَّوعِ الَّذِي لَا يَتْرُكُكَ فَتَسْتَرِيْح .. وَلَا يَقْتُلُكَ فَتَسْتَرِيْح!! ).
13 عَامًا قَضَيْتُهَا – كَالرَّاهِبِ – فِي صَوْمَعَتِي الْمَنْزِلِيَّةِ وَمَنْفَايَ الْخَاصّ، وَأَنَا الْمَيِّتُ الْحَيُّ، لَا أَعْمَلُ خِلَالَهَا أَيَّ شَيْءٍ، إِلَّا خِدْمَةَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَدَارِسِيْهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ.
هَذَا لِأَنَّنِي اخْتَرْتُ لِنَفْسِي: أَنْ أَعِيْشَ مِنْ أَجْلِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ .. وَأَنْ أَمُوْتَ عَلَى ذَلِكَ.
أ/ يُسْرِي سَلَّال