مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

فائدة: لماذا (خلقه ) بدل في قولك: أعجبني الطَّالب خلقه، وفاعل في قولك: أعجبني في الطَّالب خلقه؟

فائدة: لماذا (خلقه ) بدل في قولك: أعجبني الطَّالب خلقه، وفاعل في قولك: أعجبني في الطَّالب خلقه؟
بقلم الأستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع نحو دوت كوم – ومبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ
يرد إليَّ هذا السُّؤال كثيرًا .. من معلِّمين وطلاب .. والتَّعليل كالتَّالي:
يُشترَط في بدل البعض من الكلِّ وبدل الاشتمال .. أن تقصد الكلَّ أوَّلا .. ثمَّ تنتقل إلى الجزء .. فحين تقول: قرأتُ الكتاب .. فسيتوهَّم المستمع أنَّك قرأت الكتاب كلَّه .. فتكمل: نصفه .. ليتفهَّم المستمع أنَّك لم تقرأ كلَّ الكتاب كما توهَّم .. وإنَّما قرأتَ البعض فقط .. وهنا يتحقَّق معنى البدل .. وهو الانتقال من الكلِّ إلى البعض.
كذلك إذا قلتَ: أقدِّر أحمد شوقي .. فلا بدَّ أن ينصرف ذهن المستمع إلى أنَّك تقدِّر كلَّ شيءٍ في أحمد شوقي .. فتنبِّهه إلى أنَك لم تقصد الإجمال .. وإنَّما تعني شيئًا واحدًا تقدِّره فيه .. وهو الشِّعر .. فتستدرك قائلا: شعره .. وهنا تتحقَّق نفس الفكرة .. وهي العدل من الكلِّ إلى البعض.
أمَّا إذا أدخلت حرف الجرِّ فقلت: قرأتُ [من ] الكتاب .. فإنَّكِ .. وحتَّى قبل أن تكمل .. وباستخدامك حرف الجرِّ (من ) .. تقرِّر .. ومن البداية .. أنَّك لم تقرأ الكتاب كلَّه .. وإنَما قرأتِ جزءًا منه .. وهنا ينتفي معنى البدل.. فلا يجوز أن تعرِب: نصفه .. بعد أن تستدرك .. بدلا.
وكذا في الجملة الثَّانية .. إذا قلتَ: أقدِّر [في ] أحمد شوقي .. تكون قد حدَّدتَ ابتداءً .. بأنَّك لا تقصد الكلَّ .. وإنَّما تنتقي وتحدِّد شيئًا واحدًا .. ولذلك عندما تكمل بقولك: شعره .. لا يمكن إعراب (شعره ) بدلا.
وعامَّةً .. إذا سُبِق المبدل منه بحرف الجرِّ .. فإنَ ما كان يُفترَض أن يُعرَب بدلا .. إمَّا أن يُعرَب فاعلا .. وإمَّا أن يُعرَب مفعولا به .. وهذا في الغالب:
– فاعلا كما في قولك: يعجبني (في ) الطَّالب خلقه .. فـ (خلقه ) فاعل.
– ومفعولا به كما في قولكِ: أقدِّر (في ) الطَّالب خلقه .. فـ (خلقه ) مفعول به. 
ملاحظتان مهمَّتان جدًّا:
الأولى: في الجملة الأولى .. الفاعل هو الطَّالب .. وهو إجابةٌ على سؤال: مَن الذي أعجبك؟
 
أمَّا في الجملة الثَّانية .. فالفاعل هو (خلقه ) .. لأنَّه الإجابة على سؤال: ما الذي يعجبك في الطَّالب؟
 
الثَّاية: لا يكون البدل بدلا (وكذا جميع التَّوابع غالبًا ) إلا إذا أمكَنَ حذفه من الجملة .. وفي الجملة الأولى .. يمكن حذف كلمة (خلقه ) .. والاكتفاء بقولك: يعجبني الطَّالب .. والجملة تامَّة .. إذن .. تُعرَب بدلا.
 
أمَّا في الجملة الثَّانية .. فلا يمكن حذف كلمة (خلقه ) والاكتفاء بالقول: يعجبني في الطَّالب .. ولذا صحَّ إعراب الأولى بدلا .. وامتنع ذلك في الثَّانية.
وعلى ذلك .. وإجمالا:
 
أوَّلا: في جملة (يعجبني الطَّالب خلقه ):
أ – لماذا تُعرَب كلمة (خلقه ) بدلا؟
الإجابة:
1 – لإمكانيَّة حذفها والاستغناء عنها.
2 – لتحقُّق شرط الانتقال من الكلِّ إلى البعض.
 
ب – لماذا لا يمكن إعرابها فاعلا؟
الإجابة:
1 – لإمكانيَّة احذفها والاستغناء عنها .. ولو كانت فاعلا لما أمكن الاستغناء عنها.
2 – لأنَّ الفاعل في الجملة هو كلمة (الطَّالب ).
 
ثانيًا: بالنِّسبة لجملة (يعجبني في الطَّالب خلقه ):
أ – لماذا تُعرَب كلمة (خلقه ) فاعلا؟
الإجابة:
– لأنَّها إجابة على سؤال: ما الذي يعجبك في الطَّالب؟
 
ب – لماذا لا يمكن إعرابها بدلا؟
1 – لعدم إمكانيَّة حذفها من الجملة.
2 – لعَدَم تحقُّق شرط الانتقال من الكلِّ إلى البعض .. بسبب حرف الجرِّ قبلها.
 
تحيَّاتي
يسري سلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top