سؤال شبيه بهذا السُّؤال وردني من إحدى الأخوات.
والإجابة باختصار كالتَّالي:
1 – لو صحَّ وضع الألف بعد الواو في الفعل (ندعوا ) بالجملة لكانت تلك الواو هي واو الجماعة؛ لأنَّ هذه الألف هي الألف الفارقة.
2 – من المستحيل أن تكون تلك الواو هي واو الجماعة، وإنَّما هذه الواو هي الواو الأصليَّة، وبالتَّالي فإنَّ الصَّواب عدم وضع الألف، بل الصَّواب كتابة الفعل بدون الواو الأصليَّة تلك أصلا؛ لأنَّ الفعل ينبغي أن يُجزَم هنا بحذف حرف العلَّة، والصَّواب: نحن لم ندعُ إلى الشَّرِّ.
3 – والسُّؤال الملحُّ هنا هو: لماذا يستحيل أن تكون واو الفعل في تلك الجملة هي واو الجماعة (رغم أنَّ المتحدِّث جمع )؟
والإجابة كالتَّالي:
أ – بما أنَّ: الفعل المضارع لا يمكن أن يبدأ إلا بـ (أ )، أو (ن )، أو (ي )، أو (ت ).
ب – وبما أنَّ: همزة المضارعة والنُّون يُستخدمَان للمتكلِّم دائمًا، وياء المضارعة تُستخدَم للغائب دائمًا، أمَّا تاء المضارعة فقد تُستخدَم للغائب، وقد تُستخدَم للمخاطب.
ج – وبما أنَّ: واو الجماعة لا يمكن أن تكون إلا للغائب (هم لم يرجوا الشَّرَّ )، أو للمخاطب (أنتم لم ترجوا إلا الشَّرَّ )، ويستحيل أن تُستخدَم للمتكلِّم.
د – إذن: لا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أن يتَّصل المضارع الدَّالُّ على المتكلِّم (المبدوء بهمزةٍ أو نونٍ ) بواو الجماعة.
سبحان الله!!
حتَّى برنامج Microsoft Office Word يرفض كتابة (ندعوا )، ويضع تحتها خطًّا بالأحمر؛ لتنبيه الكاتب باستحالة صحَّة هذا التَّعبير، في حين لا يفعل ذلك مع (يدعوا )، و (تدعوا )!!!! وكأنَّه يقول للكاتب: كيف يُعقَل أن يتَّصل المضارع المبدوء بالنُّون بواو الجماعة؟!!!!
ملاحظة أخرى (بالمرَّة ):
يستحيل أن يتَّصل الفعل المضارع المبدوء بهمزة أن نون أو ياء، بياء المخاطبة، ولا يتَّصل المضارع بياء المخاطبة إلا إذا كان مبدوءًا بتاء المضارعة وحدها.