مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

الياء ذات النُّقطتَين والياء دونهما وأهمِّيَّة التَّفريق بينهما

 
ممَّا يُؤسَف له أنَّ المصريِّين (ربَّما ) كانوا الشَّعب الوحيد على ظهر الأرض الذي لا يضع نقاطًا تحت الياء إذا وقعت في آخر الكلمة.
 
ويحتجُّ بعض المدافعِين عن هذه الظَّاهرة (كون الياء تُكتَب عندهم دون نقاطٍ ) بأمرَين:
الأوَّل: أنَّها وردت بهذا الشكل في كتابات أئمَّة اللُّغة القدامى.
والثَّاني: أنَّ المصاحف في العصور الأُولى، وخصوصًا المصاحف العثمانيَّة، كانت خاليةً من الأمور التَّالية: النّقْط، والشّكْل، وعلامات الهمزة، وعلامات الوقف، وأرقام الآيات، ومواضع سجدات التِّلاوة، وأسماء السّوَر، والزَّخارف، وما شابه ذلك.
 
وفي الحقيقة، فإنَّ هذه حجَّة غير مقبولة؛ وذلك لأنَّ معرفة الأوّلين باللُّغة العربيَّة كانت متينة، وسليقتهم فيها أصيلة، وكان الأئمة يُهملون إعجام الياء المتطرِّفة؛ ثقةً منهم بفهم القارئ في عصورهم، أمَّا اليوم، فكلُّنا نعرف ما آل إليه حال اللُّغة العربيَّة بين العرب.
 
ولقد اعتمد الأقدمون – في التَّفريق بين المتشابهات – على فطنتهم اللُّغويَّة ودرايتهم بكلامهم.
ولكن عندما ضعفت هذه الفطنة اللُّغويَّة واستعجم العرب، زادوا في علامات الضَّبط ما يسهِّل معرفة الحروف؛ فنقطوا بعض الحروف المتشابهة رسمًا والمختلفة لفظًا، كالياء المتطرفة.
وكم يؤسفني أنَّني لم أرَ معلِّمًا في حياتي ينبِّه طلَّابه إلى ضرورة التَّمييز عند الكتابة بين الياء ذات النُّقطتَين والياء دونهما، رغم ما يمثِّله ذلك من أهمِّيَّةٍ.
 
وإنَّني كنتُ لأتفهَّم هذا التَّقصير قديمًا، وتحديدًا قبل اختراع الكمبيوتر، ولكن بعد اختراع أجهزة الحاسب الآليِّ، فإنَّ أصغر الصِّغار يدركون، من خلال استخدام لوحة المفاتيح، البون الشَّاسع بين (ي ) و (ى )، ولم يعد هناك عذر لمعلِّمِي اللُّغة العربيَّة، لا في إهمالهم تنبيه تلاميذهم إلى أهمِّيَّة هذه التَّفرقة، ولا لاستسهالهم شخصيًّا في كتابة الياء دون النُّقطتَين في آخر الكلمة دائمًا، حتَّى لو كانت ياءً لا ألفًا.
 
وهنا سنطرح بعض الأمثلة على مدى خطورة وأهمِّيَّة التَّفريق بينهما:
1 – التَّفريق بين الاسم، والفعل:
جاري وجارَى – آوي وآوى – تخلَّى وتخلِّي – تقوى وتقوِّي.
 
2 – التَّفريق بين الاسم، والحرف:
العَلَم (عليّ ) وحرف الجرِّ (على ).
 
3 – التَّفريق بين حرف الجرِّ والجارُّ والمجرور:
إلى وإليَّ – على وعليَّ.
 
4 – التَّفريق بين اسم الفاعل، واسم المفعول:
مُلقِي ومُلقَى – مُساوِي ومُساوَى – مُقتدِي ومُقتدَى – مُتوفِّي ومُتوفَّى.
 
5 – التَّفريق بين المبنيِّ للمعلوم، والمبنيِّ للمجهول:
يَشتكِي ويُشتكَى – أُساوِي وأُساوَى – يَعنى ويُعنَى – يَجرِي ويُجرَى – يُلاقِي ويُلاقَى.
 
6 – التَّفريق بين الفعل المجرَّد، والفعل المزيد:
قوي وقوَّى – يَرضَى ويُرضِي – يَلقَى ويُلقِي – يَنهَى ويُنهِي.
 
7 – التَّفريق بين الفعل اللَّازم، والفعل المتعدِّي:
يَرضَى ويُرضِي.
 
8 – التَّفريق بين الفعل المضارع، والفعل الماضي:
تُراضِي وتَراضَى – تُساوي وتَسَاوَى.
 
9 – التَّفريق بين الفعل الماضي الخماسيُّ المبدوء بتاء والمنتهي بألف، والمصدر منه:
تولَّى وتولِّي – تخطَّى وتخطِّي – تساوَى وتساوِي.
 
10 – التَّفريق بين الفعل الماضي، وفعل الأمر للمفردة المؤنَّثة:
ارتقَى وارتقِي – اشتكَى واشتكِي.
 
11 – التَّفريق بين أداة الشَّرط، وأنَّ النَّاسخة واسمها:
أنَّى وأنِّي.
 
ولقد أقرَّ مجمع اللُّغة العربيَّة في القاهرة، في دورته الرَّابعة التي انعقدت عام 1980، ما يلي:
“تُرسَم الألف اللَّيِّنة بصورة الياء (غير منقوطة )، أمّا الياء فتُنقَط للفرق “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top