مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

قصَّة قصيرة .. حزينة جدًّا .. وبائسة جدًّا (للاعتبار وأخذ العظة )

1 – ظللتُ لسنواتٍ لا أنام إلا بحقنةٍ مسكِّنة .. وقالوا لي: ستُصاب – بسبب ذلك – بالفشل الكلويِّ عاجلا أو آجلا
2 – بحثت كالمجنون لدى الأطبَّاء في جميع المحافظات عمَّن يدلُّني على مسكِّن موضعيٍّ أقلُّ خطرًا من الحقن لكي أنجو من الفشل الكلويِّ
3 – وصلتُ إلى طبيبٍ في طلخا بالمنصورة دلَّني على لاصقةٍ لها مفعول السِّحر في تسكين الألم .. لم أصدِّقه في البداية .. ولكن جرَّبتها ففُوجِئتُ بصدق كلامه .. ولأوَّل مرَّةٍ منذ سنواتٍ أنام دون حاجةٍ للحقن المسكِّنة .. واعتبرت أنَّني بُعِثتُ حيًّا من جديدٍ
4 – بمرور الوقت اتَّضح أنَّ للَّاصقة مفعولا آخر مدمِّرًا وهو أنَّها تأكل في السَّاق يوميًّا .. لدرجة أنَّه خلال شهرَين تضاعف حجم الجرح 4 مرَّاتٍ على الأقلِّ
5 – حاولتُ الاستغناء عنها ففشلت كلُّ محاولاتي .. حيث اتَّضح أنَّها كالهيرويين .. وأنَّ محاولة الاستغناء عنها ينتج عنها نوبات من الألم المجنون الذي لا يمكن أن يخطر على قلب بشر
6 – عدتُ أبحث كالمجنون لدى الأطبَّاء عمَّن يساعدني .. وأضحى حلمًا الاستغناء عنها والعودة إلى الحقن المسكِّنة (التي ستصيبني بالفشل الكلويِّ لا محالة )
7 – من بين مئات الأنواع من الحقن المسكِّنة .. تقرِّر الشَّركة المنتجة لحقن بروفينيد (النَّوع الوحيد الذي يسكِّن ألم القرحة ) إيقاف تصنيعها .. ليتركوني كريشةٍ في مهبِّ الرِّيح
8 – دلَّني طبيب من القاهرة على مرهم يعمل كمخدِّرٍ موضعيٍّ
9 – كان الأوان قد فات للأسف .. فلم يعد أيُّ شيء يفلح في تسكين الألم منفردًا .. بسبب طول أمد الجرح (11 عامًا ) من ناحيةٍ .. وتضاعف حجمه عدَّة مرَّاتٍ من ناحيةٍ أخرى
10 – منذ حوالي شهرَين بلغ من بؤسي وشقائي أنَّني صرتُ أستخدم الثَّلاثة معًا (ولا أكفُّ عن الصُّراخ رغم ذلك!! ):
الحقنة المسكِّنة (التي ستؤدِّي إلى الفشل الكلويِّ ) + اللَّاصقة (التي تأكل في الجرح يوميًّا ) + المرهم
الحمد لله على كلِّ حالٍ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top