مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

معضلات مؤسفة في نحو وبلاغة المرحلة الثَّانويَّة – ساعدوني على الفهم رجاء

المعضلة الأولى (نحويَّة ):
– يعيش النَّاس حيث يكون الماء.
– يعيش النَّاس حيث يكون الماء موجودًا.
في منهج الصَّفِّ الأوَّل الثَّانويِّ، يدرس الطُّلَّاب أنَّ (يكون ) في الجملة الأولى تامٌّ، وفي الجملة الثَّانية ناقص؛ فقط لورود الخبر في الجملة الثَّانية، والاكتفاء بالمرفوع في الجملة الأولى، ويترتَّب على ذلك إعراب (النَّاس ) في الجملة الأولى فاعلا، وإعرابها في الجملة الثَّانية اسم (يكون ). فما هذه السَّخافة؟!!

1 – وماذا تعني الجملة الأولى إلا أنَّ النَّاس يعيشون حيث يكون الماء (موجودًا )؟ ولماذا لا نعتبر الخبر محذوفًا، وتقديره (موجود )، وبالتَّالي يكون الفعل الأوَّل – كالفعل الثَّاني – ناقصًا؟؟

2 – ألا يعرف النَّحو العربيُّ ظاهرة (الحذف )، بل أليس الحذف ظاهرةً متأصِّلةً فيه؟؟

3 – إذا كان الفاعل – كاسم كان – مرفوعًا، فما الذي سيضيرنا بالضَّبط من إعراب كليهما اسما لـ (يكون ) مرفوعًا؟ ولماذا نجهد أنفسنا ونستنزف طاقاتنا في مثل تلك القضايا؟
أليس الغرض من النَّحو تقويم الألسنة؟ ولا خوف على الألسنة هنا، وكلاهما مرفوعان
ما الذي يُفترَض أن يتغيَّر لدى الطُّلَّاب عندما يعرفون أنَّ الأولى فاعل (مرفوع )، بينما الثَانية اسم كان .. (مرفوع ) أيضًا؟!!

أنا أفهم أنَّ الفعلَين (تمسون – وتصبحون ) في قوله تعالى: “فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون “، فعلان تامَّان؛ فقط لأنَّهما خرجا عن المعنى الافتراضيِّ، وهو التَّحوُّل، إلى معنى آخر، وهو دخول الصَّباح، ودخول المساء؛ ممَّا استوجب خروجهما عن كونهما فعلَين ناقصَين.

وأفهم أن يكون الفعل (أخذ ) في قولي: أخذ الولد الكتاب، فعل تامٌ، وأنَّ (الولد ) في الجملة فاعل، بينما الفعل (أخذ ) في قولي: أخذ الولد يكتب، فعلٌ ناقص، وبالتَّالي فإنَّ (الولد ) في الثَّانية اسم (أخذ )؛ لأنَّ الثَّاني استوفى شروط عمله، على عكس الأوَّل.

ولكنَّ ما أريد الوصول إليه أنَّ عدم ذكر الخير لا يعني بالضَّرورة أن يكون الفعل تامًّا، بل الخبر قد يكون محذوفًا، وبالتَّالي يكون فعله ناقصًا أيضًا (كما في الجملة الأولى ).

المعضلة الثَّانية (بلاغيَّة ):
في نصِّ (وصيَّة أم لابنتها )، المقرَّر على طلبة الصَّفِّ الأوَّل الثَّانويِّ، وردت عبارة (والله يتخيَّر لكِ )، وقد علَّق (الأضواء ) على تلك العبارة بقوله إنَّ الأسلوب فيها خبريٌّ لفظًا، إنشائيٌّ معنى، وغرضه الدُّعاء.

وأنا في الحقيقة مندهش من هذا الكلام، ولا أرى الأسلوب في العبارة إلا أسلوبًا خبريًّا، والمعنى: والله سوف يتخيَّر لكِ، وليس أبدًا: يا ربّ، اختر لها (كما يُفترَض في الأسلوب الخبريِّ لفظًا، الإنشائيّ معنى ).

حسب فهمي المتواضع، لا يحمل الأسلوب صفة الخبريِّ لفظًا، والإنشائيِّ معنى، هذه الصِّفة، إلا إذا كانت الجملة فعليَّة:
– شفاك الله (والتَّقدير: يا ربّ، اشفِهِ ).
– جزاكم الله خيرًا (والتَّقدير: اللَّهمَّ اجزه خيرًا )
– رضي الله عنه (والتَّقدير: اللَّهمَّ ارضَ عنه )
وهكذا .. دواليك

أمَّا (الله يتخيَّر لكِ ) فلا أراه أبدًا يؤدِّي هذا المعنى.
ومع ذلك، أنتظر آراءكم.

المعضلة الثَّالثة (نحويَّة ):
ما زال الكتاب المدرسيُّ، للصَّفِّ الأوَّل الثَّانويِّ، وكذا الكتب الخارجيَّة، تورد الفعل (ما زال )، بوصفه من الأفعال التي لا ترد إلا ناقصةً (والمحدّدَة في: ليس – ما زال – ما فتئ ).

وفي بحثٍ سابقٍ أثبتنا أنَّ هذا غير صحيح، وأنَّه بينما (ليس – وما فتئ ) لا يأتيان إلا ناقصَين فعلا، فإنَّ (ما زال ) يأتي ناقصًا: ما زال الماء في الإناء، ويأتي تامًّا: ما زال الماء من الإناء.

وأنَّ الصَّحيح هو أنَّ ما لا يرد إلا ناقصًا هو (ما يزال ) و (لا يزال )، بينما يكون (ما زال ) ناقصًا، ما كان المضارع من (زال ) يزال، ويكون تامًا، ما كان المضارع منه (يزول ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top