مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

لِلنَّاشِئَةِ (بَدْءًا مِنْ سِنِّ 10 سَنَوَاتٍ )

في التَّفريق بين الخبر الثَّاني والنَّعت

عزيزي الطَّالب .. عزيزي المعلِّم ..
بصراحة .. أمتلئ عجبًا ودهشةً من عدم التَّطرُّق إلى هذه القضيَّة العجيبة من قضايا النَّحو
حيث لا أجد لها أثرًا في الجروبَّات وصفحات الانترنت المهتمَّة باللُّغة العربيَّة عمومًا والنَّحو خصوصًا
رغم أنَّني أمتلئ يقينًا في نفس الوقت أنَّ الغالبيَّة العظمى من الطُّلَّاب – ونسبةً لا يُستهَان بها من الإخوة المعلِّمِين – يخلطون بينهما

 

تقول للطَّالب: نحن مجتهدون مخلصون .. أعرب (مخلصون ) .. فيقول لك مسرعًا: نعت (فقط بسبب توالي نكرتَين!! )

 

أرى هذه المشكلة يوميًّا عند الطُّلَّاب .. وحتَّى النَّابغِين منهم
فلماذا (مخلصون ) في (نحن مجتهدون مخلصون ) خبر ثانٍ وليست نعتًا؟؟
ولماذا (مخلصون ) في (نحن تلاميذ مخلصون ) نعت وليست خبرًا ثانيًا؟؟

 

فكَّرتُ كثيرًا وطويلا في قاعدةٍ حاكمةٍ تضبط هذا الأمر بشكلٍ مطلقٍ .. وتضمن عدم الخلط بين هذا وذاك .. حتَّى وصلتُ إلى طريقةٍ ممتازةٍ .. فأحببتُ أن أشارككم إيَّاها (أبنائي ) الطُّلَّاب و (إخواني ) المعلِّمِين

 

وقبل أن أوضِّح تلك الطَّريقة .. وددتُ أن أشرح لكم كيف تطوَّر تفكيري في هذه القضيَّة العجيبة!!

 

تخيَّل معي حالي وأنا أحاول أن أقنع الطُّلَّاب – وخاصَّةً المتفوِّقِين منهم – بوجهة نظري

انظروا هذا الحوار الافتراضيَّ:
أنا لطالبٍ متفوِّقٍ: أعرب كلمة (مخلصون ) في (نحن مجتهدون مخلصون ).

الطَّالب المتفوِّق: نعت طبعًا

أنا: لا يا حبيبي .. هذا خبر ثانٍ لـ (نحن )

الطَّالب المتفوِّق: ولماذا لا تكون تلك النَّكرة نعتًا للنَّكرة قبلها؟!

أنا: وهل قصدتُ أن أصف (مجتهدون ) بأنَّهم (مخلصون )؟!! أم أردتُ أن أخبر عنَّا بأنَّا مجتهدون وأنَّنا مخلصون .. كأنَّني أقول: نحن مجتهدون – ونحن مخلصون؟

الطَّالب المتفوِّق: وما إعراب (مخلصون ) في قولنا: (نحن تلاميذ مخلصون )؟

أنا: نعت

الطَّالب المتفوِّق وقد (احولَّت عيناه من الدَّهشة!! ): ولماذا لا تكون كلتاهما نعتًا؟ ولماذا لا تكون كلتاهما خبرًا؟ لماذا الأولى نعت .. بينما الثَّانية خبر .. رغم أنَّهما متشابهتان تمامًا؟!!

أنا: كما قلت لك .. لأنَّ أصل الجملة الأولى: نحن مجتهدون – ونحن مخلصون

الطَّالب المتفوِّق: وفي الجملة الثَّانية أيضًا .. كأنَّنا نقول: نحن تلاميذ – ونحن متفوِّقون!!

أنا ضاحكًا وقد شعرتُ بالدُّنيا تدور بي: معك حقٌّ
طيِّب .. إليك دليل آخر: لأنَّه يجوز لنا في الجملة الثَّانية أن نقول: التَّلاميذ مخلصون

الطَّالب المتفوِّق وقد فرغ صبره وصار كالمجنون: ونحن في الجملة الأولى يمكننا أن نقول أيضًا: المجتهدون مخلصون

وهنا لم أدرِ: أأبكي على فشلي كمعلِّم في تبرير وجهة نظري .. أم أستلقي على وجهي ضحكًا من ذكاء الطَّالب وسرعة بديهته

وهكذا يا سادة .. ظللتُ عدَّة أيَّامٍ أقلِّب تلك المسألة بهدف الوصول إلى قاعدةٍ حاكمةٍ .. لا يمكن لمثل هذا (النَّاصح ) أن ينقضها من أركانها .. حتَّى وصلتُ إلى هذا الحلِّ

 

انتبهوا معي:
إذا قدَّمنا الثَّانية على الأولى وعرَّفناها بأل وجاز المعنى: فالثَّانية في الجملة الأصليَّة خبر ثانٍ (وليست نعتًا ):
(نحن مجتهدون مخلصون ): يجوز: المخلصون مجتهدون .. إذن (مخلصون ) في الجملة الأصليَّة خبر ثانٍ.

 

وإذا قدَّمنا الثَّانية على الأولى وعرَّفناها بأل ولم يجز المعنى: فالثَّانية في الجملة الأصليَّة نعت (وليست خبرًا ثانيًا ):
(نحن تلاميذ مخلصون ): المخلصون تلاميذ .. المعنى مرتبك .. إذن (مخلصون ) في الجملة الأصليَّة نعت.

 

رجائي ..
مَن له رأيٌ آخر .. أو طريقة أخرى تيسِّر على الطَّالب في هذا المقام .. فليتفضَّل مشكورًا وليتحفنا بها.
وجزاكم الله خيرًا

فكرتين عن“في التَّفريق بين الخبر الثَّاني والنَّعت”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top