مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

أحد أهمِّ مواضع الإلغاز في النَّحو التَّعليميِّ وأكثرها إمتاعًا للعقل (2 )

نواصل اليوم ذكر بعض مواضع النَّحو التَّعليميِّ التي تتضمَّن إلغازًا مركبا (أكثر من طبقة من طبقات الإلغاز )
وكما تكلَّمنا بالأمس عن جموع التَّكسير الشبيهة بجمع المذكَّر، والممنوعة من الصَّرف في نفس الوقت لكونها على صيغة منتهى الجموع.
فإنَّنا سنواصل اليوم الحديث عن قِسم آخر من صيغ منتهى الجموع الممنوعة من الصَّرف
وهو بالتَّحديد صيغة منتهى الجموع المنتهية بالياء (والتي ستتقاطع فيها أحكام الاسم المنقوص x أحكام الممنوع من الصَّرف ) ومن صيغ منتهي الجموع المنقوصة (المنتهية بالياء ):
مقاهي – دواعي – نواهي – مساعي – مبني – أواني – نوادي …… إلخ

فإذا أردنا استغلال تلك الكلمات – وأمثالها – لصنع إلغاز ممتع فسنركِّز على أمرَين:
– بالنِّسبة لأحكام المنقوص: سنركِّز على حكم حذف الياء (عندما يكون المنقوص نكرة – مرفوعًا أو مجرورًا – وغير مضاف ).
– وبالنِّسبة لأحكام المنع من الصرف: فما سيهمُّنا هو جرُّها بالفتحة.
علمًا بأنَّه ستتجلَّى هنا ظاهرة أعدُّها من أغرب ظواهر النَّحو العربيِّ وأكثرها تفرُّدًا على الإطلاق.

انظروا..
– نثمِّن ما تقوم به بعض الدُّول الإسلاميَّة من مساعٍ دائمةٍ لنُصرة القضيَّة الفلسطينيَّة.
هنا موضعان فريدان للإلغاز:
الأوَّل: حذف ياء (مساع ) مما يبعدها عن ذهن الطالب (ذي التفكير السطحي تحديدا ) كونها على صيغة منتهى الجموع؛ لافتقادها (ظاهريا ) لواحد من شروط تلك الصيغة، وهو اشتراط وجود حرفَين بعد الألف الثالثة الزائدة.

الثاني: هو ما عنيته بقولي (ظاهرة من أغرب ظواهر النحو وأكثرها تفردا على الإطلاق )؛ إذ إنها لا تنتهي بكسرة واحدة، وإنما تنوين بالكسر، ومع ذلك فهي ليست مجرورة بالكسرة وإنما مجرورة بالفتحة!!

ملاحظة طريفة:
سنلاحظ هنا أنَّ واضع الامتحان (الذي يميل دومًا لعدم التَّشكيل حرصًا على الغموض وعدم التَّوضيح ) سيحرص هنا غالبًا على إبراز تنوين (مساعٍ ) بالكسر، مع تنوين ما بعدها بالكسر أيضًا؛ إمعانًا في خداع الطَّالب الذي سيعتقد أنَّ التَّنوين في الكلمتَين تنوين جرٍّ، وأنَّ كلتيهما مجرورة بالكسرة (وهذا يتَّسق مع ما يظنُّه من موافقة النَّعت لمنعوته هنا في علامة الإعراب ) – بينما الحقيقة أنَّ التَّنوين في الكلمة الأولى تنوين عِوض (وهي مجرورة بالفتحة لكونها ممنوعة من الصَّرف )، بينما التنوين في الثَّانية تنوين جرٍّ بالفعل.

4 أفكار عن “أحد أهمِّ مواضع الإلغاز في النَّحو التَّعليميِّ وأكثرها إمتاعًا للعقل (2 )”

  1. السيد خلف مجاهد

    في مجموعة الأمثلة اللي حضرتك ذكرتها في بداية المقال:
    مقاهي – دواعي – نواهي – مساعي – مبني – أواني – نوادي …… إلخ
    خامس كلمة
    حضرتك تقصد مبنى الامقصور … ولا تقصد مباني؟؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top