مُبَادَرة

نَحْوَ نَحْوٍ ممتعٍ

وخالٍ من الأخطاء

المنسِّق العامُّ للمبادرة أ/ يسري سلال

عندما تأتي بحالٍ جملة اسميَّةٍ الرَّابط فيها الواو والضَّمير المنفصل (المبتدأ )، يكون الأمر منطقيًّا ومعقولا:
جاء محمَّد وهو يتصَّبَّ عرقًا
فهنا جملة (وهو يتصَّبَّ عرقًا ) وقعت حالا، وصاحب الحال هو (محمَّد )، والتَّقدير: جاء محمَّد (حال كونه ) يتصبَّب عرقًا

لكنَّ من أخطر (وأسوأ ) ما يرد في الكتب المدرسيَّة والخارجيَّة (ومعظم الامتحانات ) كشواهد على الحال الجملة الاسميَّة:
أن تأتي بحال جملةٍ اسميَّة (ليس ) المبتدأ فيها ضميرًا منفصلا:
كأن تقول: جاء محمَّد والشَّمس طالعة
فهنا معضلة مؤسفة؛ إذ يقول الجميع إنَّ الواو واو الحال، و (الشَّمس طالعة ) جملة اسميَّةٌ في محلِّ نصبٍ حال

والمعضلة هنا هي السُّؤال المؤرِّق: مَن صاحب الحال؟
يقولون إنَّ (محمَّدًا ) هو صاحب الحال
فكيف يُعقَل أن يكون التَّقدير: جاء محمَّد (حال كونه ) الشَّمس مشرقة؟!!
فإذا قال قائل: بل التَّقدير: جاء محمَّد (حال كون ) الشَّمس مشرقة، فإنَّنا سنقول: إذن الجملة تبيِّن حال (الشَّمس ) لا (محمَّد )
ومن أشهر الأمثلة في هذا المقام أيضًا جملة (مات أبي وأنا صغير )؛ حيث يثور نفس السُّؤال:
مَن صاحب الحال؟
فيردُّ المتكلِّفون الذين يفضِّلون لوي عنق الحقيقة لإثبات القاعدة: صاحب الحال (أبي )
ويردُّ عليهم المنطق: وهل بيَّنت جملة (وأنا صغير ) حال (الأب )، أم حال (ياء المتكلِّم ) في (أبي )؟
وليس معنى ذلك أنَّني أرى أنَّ ياء المتكلِّم هي صاحب الحال؛ حيث يتناقض هذا أيضًا مع المنطق من ناحيةٍ أخرى

ولكن لو كان لي أن أقول رأيي لقلتُ:
1 – القول بأنَّ الجملة حال، وأنَّ صاحب الحال هو الفاعل في الجملتَين، هذا القول لا يعدو كونه تكلُّفًا ممقوتًا .. وتلفيقًا بشكلٍ كاملٍ
2 – أرى الأمرَّ برمَّته أقرب إلى الظَّرف لا الحال، فالتَّقدير في الأولى: جاء محمَّد (وقت ) طلوع الشَّمس

وفي الثَّانية: مات أبي (وقت ) كوني صغيرًا
3 – أرى عدم إدراج هذا النَّوع من الجمل الاسميَّة (التي لا يكون المبتدأ فيها ضميرًا منفصلا ) في كتب تعليم النَّحو للمبتدئِين وصغار السَّنِّ
وأن نكتفي بالجمل الاسميَّة التي يكون المبتدأ فيها ضميرًا منفصلا
بينما ندع مثل هذه المسائل للمستويات السِّنِّيَّة العليا (المتخصِّصِين )

صدِّقوني ..
بعض الطُّلَّاب (الذين تظنُّونهم صِغارًا ) يسألون أنفسهم في جنون: كيف يكون التَّقدير: مات أبي حال كونه سنِّي صغيرًا؟؟!!
فلنرحم عقول أبنائنا الصِّغار

3 أفكار عن “الرابط في جملة الحال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top